سيدنا غيلة، فذكرهم النبي -صلى الله عليه وسلم- صنيعه وما كان يحرض عليه ويؤذي المسلمين" (١)
مرسل
وله عن عكرمة طريقان:
الأول: يرويه أيوب السَّخْتِيَاني عن عكرمة أنه أشرف عليهم فكلموه وقال: ما ترهنون عندي؟ أترهنوني أبناءكم؟ وأراد أن يسلفهم تمراً، قالوا: إنا نستحي أن يُعيَّر أبناؤنا فيقال: هذا رهينة وسن، وهذا رهينة وسقين! قال: فترهنوني نساءكم؟ قالوا: أنت أجمل الناس ولا نأمنك، وأيُّ امرأة تمتنع منك لجمالك؟ ولكنا نرهنك سلاحنا وقد علمت حاجتنا إلى السلاح اليوم! قال: نعم، ائتوني بسلاحكم واحتملوا ما شئتم، قالوا: فأنزل إلينا نأخذ عليك وتأخذ علينا، فذهب ينزل، فتعلقت به امرأته وقالت: أرسل إلى أمثالهم من قومك يكونوا معك، قال: لو وجدني هؤلاء نائماً ما أيقظوني، قالت: فكلمهم من فوق البيت، فأبى عليها فنزل إليهم تفوح ريحه، فقالوا: ما هذه الريح يا فلان؟ قال: عطر أم فلان، لامرأته، فدنا بعضهم يشم رأسه، ثم اعتنقه وقال: اقتلوا عدو الله! فطعنه أبو عبس في خاصرته وعلاه محمد بن مسلمة بالسيف فقتلوه، ثم رجعوا فأصبحت اليهود مذعورين، فجاؤوا النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقالوا: قتل سيدنا غيلة! فذكرهم النبي -صلى الله عليه وسلم- صنيعه وما كان يحض عليهم ويحرض في قتالهم ويؤذيهم، ثم دعاهم إلى أن يكتبوا بينه وبينهم صلحاً.
أحسبه قال: وكان ذلك الكتاب مع علىّ بعد.
أخرجه ابن سعد (٢/ ٣٣ - ٣٤) أنا محمد بن حميد عن معمر عن أيوب به.
ورواته ثقات، ومحمد بن حميد أظنه اليشكري، والله أعلم.
الثاني: يرويه سفيان بن عيينة ثنا العبسي عن عكرمة قال: قالت له امرأته: إني لأسمع صوتاً أجد منه ريح الدم، قال: إنما هو أبو نائلة أخي، لو وجدني نائماً أيقظني، وإنَّ الكريم لو دعي إلى طعنة لأجابها، وسمى الذين أتوه مع محمد بن مسلمة وعباد بن بشر وأبو عبس بن جبر والحارث بن معاذ.