وقال: وعند الطبراني من حديث أبي اليسر الأنصاري أنَّ أبا عامر الأشعري هو الذي أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بمصابهم" (١)
أخرجه الطبراني في "الكبير" (١٩/ ١٦٧ - ١٦٨) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي ثني ثابت بن دينار ثنا سالم بن أبي الجَعد قال: قال أبو اليَسَر الأنصاري: كنت جالساً عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأتاه أبو عامر الأشعري فقال: بعثني في كذا وكذا ثم أتيت مؤتة، فلما صفَّ القوم ركب جعفر فرسه ولبس الدرع وأخذ اللواء حتى أتى القوم، ثم نادى: من يبلغ هذه صاحبها؟ فقال رجل من القوم: أنا، فبعث بها ثم تقدم فضرب بسيفه حتى قتل، فتحدرت عينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دموعاً، فصلى بنا الظهر ثم دخل ولم يكلمنا، ثم أقيمت العصر فخرج فصلى، ثم دخل ولم يكلمنا، ففعل كذلك في المغرب والعشاء، فدخل ولا يكلمنا، وكان إذا صلى أقبل علينا بوجهه، فخرج علينا في الفجر في الساعة التي كان يخرج فيها، وأنا وأبو عامر الأشعري جلوس، فجلس بيننا وقال: "ألا أخبركم عن رؤيا رأيتها، دخلت الجنة فرأيت جعفراً ذا جناحين مضرجين بالدماء، وزيد مقابله، وابن رواحة معهم كأنه يعرض عنهم، وسأخبركم عن ذلك: إنَّ جعفرا حين تقدم فرأى القتل لم يصرف وجهه وزيد كذلك، وابن رواحة صرف وجهه"
قال الهيثمي: وفيه ثابت بن دينار أبو حمزة وهو ضعيف" المجمع ٦/ ١٦١
وأخرجه ابن سعد (٢/ ١٢٩ - ١٣٠) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن سالم بن أبي الجعد عن أبي اليسر عن أبي عامر قال: بعثني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى الشام، فلما رجعت مررت على أصحابي وهم يقاتلون المشركين بمُؤتَة، قلت: والله لا أبرح اليومَ حتى انظر إلى ما يصير إليه أمرهم، فأخذ اللواءَ جعفر بن أبي طالب ولبس السلاحَ، ثمّ حمل جعفر حتّى إذا هَمّ أن يخالطَ العدوّ رجع فوحّش بالسلاح ثمّ حمل على العدوّ وطاعن حتّى قُتل، ثمّ أخذ اللواء زيد بن حارثة وطاعن حتى قُتل، ثم أخذ اللواء عبد الله بن رواحة وطاعن حتى قُتِل، ثم انهزم المسلمون أسوَأ هزيمةٍ رأيتُها قط حتى لم أرَ اثنين جميعاً، ثمّ أخذ اللواءَ رجلٌ من الأنصار ثمّ سعى به حتّى إذا كان أمامَ الناس رَكَزه ثمّ قال: إليّ أيّها الناس! فاجتمع إليه الناس حتّى إذا كثروا مشي باللواء إلى خالد بن الوليد فقال له خالد: لا آخذه منك أنت أحَقّ به؛ فقال الأنصاري: والله ما أخذته إلا لك! فأخذ خالد اللواء ثمّ حمل على القوم فهزمهم الله أسوأ هزيمةٍ رأيتها قط حتى وضع المسلمون أسيافهم حيث شاؤوا، وقال: فأتيت رسول لله -صلى الله عليه وسلم-، فأخبرته فشقَّ ذلك عليه، فصَلّى الظّهرَ ثمّ دخل،