وكان إذا صلّى الظهر قام فركع ركعتين ثمّ أقبل بوجهه على القوم فشقّ ذلك على الناس، ثمّ صلّى العصر ففعل مثل ذلك، ثمّ صلّى المغرب ففعل مثل ذلك، ثمّ صلّى العَتَمة ففعل مثل ذلك، حتى إذا كان صلاة الصبح دخل المسجد ثمّ تبسّم، وكان تلك الساعة لا يقوم إليه إنسانٌ من ناحية المسجد حتى يصلّي الغداة، فقال له القوم حين تبسّم: يا نبيّ الله بأنفسنا أنت! ما يعلم إلا الله ما كان بنا من الوجد منذ رأينا منك الذي رأينا! قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -: "كان الذي رأيتم مني أنه أحزنَني قتل أصحابي حتى رأيتهم في الجنّة إخواناً على سُرُرٍ متقابلين، ورأيت في بعضهم إعراضاً كأنه كره السيفَ، ورأيت جعفراً مَلَكاً ذا جناحَينِ مُضَرّجاً بالدماء مصبوغَ القوادِمِ"
وإسناده ضعيف لضعف ابن أبي ليلى.
وأما الرواية الأولى فأخرجها أبو نعيم في "الصحابة"(١٣٥٥) من طريق أبي إسحاق محمد بن إبراهيم الفَزَاري عن أبي حمزة الثُّمَالي عن سالم بن أبي الجعد عن أبي اليسر قال: لما دفعت الراية إلى ابن رواحة فأصيب دفعها إلى ثابت بن أقرم الأنصاري، فدفعها ثابت إلى خالد بن الوليد وقال: أنت أعلم بالقتال مني.
قال الحافظ: رواه ابن منده بإسناد ضعيف" الإصابة ٢/ ٦
قلت: أبو حمزة الثمالي واسمه ثابت بن أبي صفية، واسمه دينار، ويقال: سعيد، قال ابن معين ويعقوب بن سفيان والدارقطني: ضعيف، وقال أحمد: ضعيف الحديث ليس بشيء، وقال الجوزجاني: واهي الحديث.
٩٠٥ - (٥٦٩٩) قال الحافظ: وقد روى البيهقي في "الدلائل" من مرسل عاصم بن عمر بن قتادة أنَّ جناحي جعفر من ياقوت"(١)
أخرجه الواقدي في "المغازي"(٢/ ٧٦٢) عن محمد بن صالح التمار عن عاصم بن عمر بن قتادة أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:"لما قتل زيد أخذ الراية جعفر بن أبي طالب، فجاءه الشيطان فحبَّب إليه الحياة، وكرَّه إليه الموت، ومنَّاه الدنيا، فقال: الآن حين استحكم الإيمان في قلوب المؤمنين تمنيني الدنيا، ثمّ مضى قُدماً حتى استشهد" فصلى عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ودعا له وقال:"استغفروا لأخيكم فإنه شهيد دخل الجنة، وهو يطير في الجنة بجناحين من ياقوت حيث يشاء من الجنة" ...