كذا قالا، وقد قال البزار بعد تخريجه: وهذا الكلام لا نعلم يرويه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا صهيب، ولا نعلم رواه إلا ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب"
وقال ابن أبي عاصم: رواه معمر مرفوعاً"
وقد صرح حماد بن سلمة برفعه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو من أثبت الناس في ثابت البناني (١).
وأما معمر فقال ابن معين: معمر عن ثابت ضعيف.
وقال أيضاً: حديث معمر عن ثابت مضطرب كثير الأوهام.
وقد رواه سليمان بن المغيرة والأعمش عن ثابت فلم يذكرا قصة أصحاب الأخدود.
فأما حديث سليمان بن المغيرة فأخرجه ابن أبي شيبة (١٠/ ٣١٩ - ٣٢٠) وأحمد (٤/ ٣٣٣) والحربي في "الغريب"(٣/ ١١٠٨) وابن أبي عاصم (٢٨٨) والبزار (٢٠٨٩) وابن نصر في "الصلاة"(٢٠٩) والنسائي في "اليوم والليلة"(٦١٤) وابن حبان (١٩٧٥) والإسماعيلي في "المعجم"(١/ ٤٣٧ - ٤٣٨) والبيهقي (٩/ ١٥٣) وفي "الشعب"(٢٩١٤) من طرق عن سليمان بن المغيرة عن ثابت عن عبد الرحمن عن صهيب قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا صلى همس شيئاً لا يخبرنا به، قلنا: يا رسول الله! إنك مما إذا صليت همست شيئاً لا نفهمه، قال:"فطنتم لي؟ " قلت: نعم، قال:"ذكرت نبياً من الأنبياء أعطي جنوداً من قومه فقال: من يكافىء هؤلاء، قال: فقيل له: اختر لقومك إحدى ثلاث: إما أن يسلط عدواً من غيرهم، أو الجوع، أو الموت، قال: فعرض ذلك على قومه، فقالوا: أنت نبي الله فاختر لنا، قال: فقام إلى الصلاة. قال: وكانوا مما إذا فزعوا فزعوا إلى الصلاة، فصلى فقال: اللهم إن تسلط عليهم من غيرهم فلا، أو الجوع فلا, ولكن الموت، قال: فسلط علبهم الموت، فمات منهم سبعون ألفاً في ثلاثة أيام.
قال: فهمسي الذي تسمعون أني أقول: اللهم بك أحاول، وبك أصاول، ولا حول ولا قوة إلا بك"
رواه أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي وصفان بن مسلم الصفار وهُدبة بن خالد القيسي وأبو داود الطيالسي وبهز بن أسد العَمِّي وعبد الرحمن بن إبراهيم وسعيد بن سليمان الواسطي عن سليمان بن المغيرة هكذا.
(١) انظر حديث: "إذا دخل أهل الجنة الجنة نودوا ... " في المجموعة الأولى.