قال ابن كثير: وهذا غريب جداً، وأقرب ما يكون في هذا أنه من رواية ابن عمر عن كعب الأحبار لا عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، كما قال عبد الرزاق في "تفسيره"(١/ ٥٣ - ٥٤): عن الثوري عن موسى بن عقبة عن سالم عن ابن عمر عن كعب الأحبار قال: ذكرت الملائكة أعمال بني آدم وما يأتون من الذنوب، فقيل لهم: اختاروا منكم اثنين، فاختاروا هاروت وماروت، فقال لهما: إني أرسل إلى بني آدم رسلاً وليس بيني وبينكم رسول انزلا لا تشركا بي شيئاً ولا تزنيا ولا تشربا الخمر.
قال كعب: فوالله ما أمسيا من يومهما الذي أهبطا فيه حتى استكملا جميع ما نهيا عنه.
رواه ابن جرير (١/ ٤٥٦ - ٤٥٧) من طريقين عن عبد الرزاق به.
ورواه ابن أبي حاتم (١٠٠٦) عن أحمد بن عصام الأصبهاني عن مؤمل عن سفيان الثوري به.
ورواه ابن جرير أيضاً (١/ ٤٥٧) حدثني المثنى أنا المعلي بن أسد أنا عبد العزيز بن المختار عن موسى بن عقبة ثني سالم أنه سمع عبد الله يحدث عن كعب الأحبار: فذكره، فهذا أصح وأثبت إلى ابن عمر من الإسنادين المتقدمين، وسالم أثبت في أبيه من مولاه نافع، فدار الحديث ورجع إلى نقل كعب الأحبار عن كتب بني إسرائيل" التفسير ١/ ١٣٨
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "العقوبات" (٢٢٤)
عن قَبيصة بن عقبة السُّوَائي
والبيهقي في "الشعب" (١٦٢)
عن محمد بن يوسف الفِرْيابي
كلاهما عن سفيان الثوري به.
وإسناده صحيح، وهو أصح من حديث موسى بن جبير، على أنه قد رواه غيره عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً.
فقال الحسين بن داود المِصِّيصي المعروف بِسُنَيد: ثنا فرج بن فضالة عن معاوية بن صالح عن نافع قال: سافرت مع ابن عمر، فلما كان آخر الليل قال: يا نافع طلعت الحمراء؟ قلت: لا، مرتين أو ثلاثة، ثم قلت: قد طلعت، قال: لا مرحباً بها ولا أهلاً! قلت: سبحان الله! نجم سامع مطيع! قال: ما قلت لك إلا ما سمعت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ الملائكة قال: يا رب! كيف صبرك علي بني آدم في الخطايا والذنوب؟ " وذكر الحديث.