للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال: وفي حديث ابن مسعود عند أحمد: "حتى مرَّ عليّ موسى في كُبْكُبَة من بني إسرائيل فأعجبني فقلت: من هؤلاء؟ فقيل: هذا أخوك موسى معه بني إسرائيل"

وقال: وفي حديث ابن مسعود: "فإذا الأفق قد سُدَّ بوجوه الرجال" وفي لفظ لأحمد: "فرأيت أمتي قد ملئوا السهل والجبل، فأعجبني كثرتهم وهيئتهم. فقيل: أرضيت يا محمد؟ قلت: نعم أي رب" (١)

له عن ابن مسعود طريقان:

الأول: يرويه الحسن البصري عن عمران بن حُصين واختلف عنه:

- فقال قتادة: عن الحسن عن عمران عن ابن مسعود قال: كنا عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات ليلة حتى أَكْرَيْنَا الحديث، ثم رجعنا إلى أهالينا، فلما أصبحنا غدونا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "عرض عليّ الأنبياء بأُمَمِها، وأتباعُها من أممها، فجعل يمرُّ النبي ومعه الثلاثة من أمته، والنبي معه العصابة من أمته، والنبي يمرُّ معه النفر من أمته، والنبي معه الرجل من أمته، والنبي ما معه أحد من أمته، حتى مرّ عليّ موسى بن عمران في كُبْكُبَةٍ من بني إسرائيل، فلما رأيتهم أعجبوني، فقلت: يا رب من هذا؟ قال: هذا أخوك موسى بن عمران ومن تبعه من بني إسرائيل، فقلت: يا رب فأين أمتي؟ قال: انظر عن يمينك، فنظرت فإذا الظِّرَابُ: ظِرَابُ مكة، قد سُدّت بوجوه الرجال، قلت: يا رب من هؤلاء؟ قيل: هؤلاء أمتك، قيل: أرضيت؟ قلت: نعم قد رضيت، قيل: انظر عن يسارك، فنظرت فإذا الأفق قد سُدَّ بوجوه الرجال، قلت: يا ربِّ من هؤلاء؟ قيل: هؤلاء أمتك، قيل: أرضيت؟ قلت: نعم ربِّ قد رضيت، قيل: فإنّ مع هؤلاء سبيعين ألفاً من يدخلون الجنة بغير حساب" فأنشأ عُكَّاشَةُ بن مِحْصَن أخو بني أسد فقال: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم، فقال: "اللهم اجعلة منهم" فأنشأ رجل آخر منهم فقال: يا رسول الله! ادع الله أن يجعلني منهم، مال: "سبقك بها عكاشة بن محصن"

قال (٢): وذُكر لنا أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "فِدَاكُم أبي وأمي إن استطعتم أن تكونوا من السبعين الألف فكونوا، وإن عجزتم وقصَّرتم فكونوا من أهل الظراب، وإن عجزتم وقصرتم فكونوا من أهل الأفق فإني قد رأيت ثَمَّ ناساً يتهاوشون كثيرًا"


(١) ١٤/ ١٩٩
(٢) القائل فيما أظن هو قتادة، والله أعلم.
قال الخطيب: وأحسب بل لا أشك أنَّ القائل ذلك قتادة فإنه كان كثيرًا ما يفعل هذا في الأحاديث" المدرج ٢/ ٦٤٣

<<  <  ج: ص:  >  >>