وقال الحافظ: هذا حديث حسن، ورجاله رجال الصحيح، لكنه منقطع بين سماك وعبد الله بن خباب، فإنه لم يسمع منه، لأنّ عبد الله قتله الخوارج في خلافة علي، وقد جاء في بعض طرقه التصريح بسماع سماك من عبد الله بن خباب، وهو وهم، إلا إن كان لخباب ولد آخر يسمى عبد الله تأخرت وفاته"
وقال المزي في "التهذيب": روى سماك بن حرب عن عبد الله بن خباب ولم يدركه.
وأما حديث زيد بن أبي أوفى فقد تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى برقم ١٨٥٣
وأما حديث زيد بن أرقم فله عنه طرق:
الأول: يرويه عمرو بن مرة المرادي الكوفي قال: سمعت أبا حمزة طلحة بن يزيد الأنصاري مولى قَرَظَة يقول: سمعت زيد بن أرقم يقول: كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سفر، فنزلنا منزلاً، فسمعته يقول: "ما أنتم بجزء من مئة ألف جزء ممن يرد عليَّ الحوض من أمتي"
قال أبو حمزة: قلت: كم كنتم يومئذ؟ قال: سبع (١) مئة أو ثمان مئة.
أخرجه الطيالسي (ص ٩٣) وابن أبي شيبة (١١/ ٤٥٥) وأحمد (١٩٢٦٨ و١٩٢٩١ و١٩٣٠٩ و١٩٣٢١) وعبد بن حميد (٢٦٦) وأبو داود (٤٧٤٦) وابن أبي عاصم (٧٥٠) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (٨٧) والطبراني في "الكبير" (٤٩٩٧ و٤٩٩٨ و٤٩٩٩ و٥٠٠٠ و٥٠٠١) والحاكم (١/ ٧٦ - ٧٧ و٧٧) واللالكائي (٢١٠٦ و٢١٠٧) والبيهقي في "البعث" (١٥٢) والمزي (١٣/ ٤٤٩) من طرق عن عمرو بن مرة به.
قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"
قلت: لم يخرج مسلم لطلحة بن يزيد شيئاً، وهو ثقة كما قال ابن عبد البر في "الاستغناء"(١/ ٥٦٢)، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وعمرو بن مرة ثقة مشهور، فالإسناد صحيح.
الثاني: يرويه الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم مرفوعاً: "إني تركت فيكم الثَّقلين: كتاب الله عز وجل حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي. فانظروا كيف تُخلفوني فيهما، فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض"
(١) وفي لفظ: ست مئة أو سبع مئة، وفي لفظ آخر: ثمان مئة أو تسع مئة.