قال الهيثمي: رواه الطبراني عن شيخه علي بن سعيد بن بشير وهو حافظ رحال قيل فيه: ليس بذاك، وبقية رجاله رجال الصحيح غير يحيى بن محمَّد بن مطيع وهو ثقة" المجمع ٨/ ٤٥
قلت: علي بن سعيد مختلف فيه، ويحيى بن محمَّد بن مطيع ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلا، والباقون ثقات.
٦٢٨ - "أَمَا إنّ كُلَّ بناء وَبَال على صاحبه إلا ما لا إلا ما لا"
قال الحافظ: أخرج أبو داود من حديث أنس رفعه: فذكره، ورواته موثقون إلا الراوي عن أنس وهو أبو طلحة الأسدي فليس بمعروف، وله شاهد عن واثلة عند الطبراني" (١)
حسن
وله عن أنس طرق:
الأول: يرويه إبراهيم بن محمَّد بن حاطب القرشي عن أبي طلحة الأسدي عن أنس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج فرأى قبة مشرفة، فقال "ماهذه؟ " قال له أصحابه: هذه لفلان رجل من الأنصار. قال: فسكت وحملها في نفسه، حتى إذا جاء صاحبها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسلم عليه في الناس، أعرض عنه، صنع ذلك مرارا، حتى عرف الرجل الغضب فيه والإعراض عنه، فشكا ذلك إلى أصحابه، فقال: والله إني لأنكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قالوا: خرج فرأى قبتك، قال: فرجع الرجل إلى قبته فهدمها حتى سواها بالأرض، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم فلم يرها، قال "ما فعلت القبة؟ " قالوا: شكا إلينا صاحبها إعراضك عنه، فأخبرناه فهدمها، فقال "أما إنّ كل بناء وبال على صاحبه، إلا ما لا إلا ما لا -يعني ما لا بد منه-".
أخرجه أبو داود (٥٢٣٧) وابن أبي الدنيا في "قصر الأمل"(٢٤١) وأبو يعلى (٤٣٤٧) والطحاوي في "المشكل"(٩٥٦) والبيهقي في "الشعب"(١٠٢٢١) والواحدي في "الوسيط"(٣/ ٣٥٨ - ٣٥٩) والمزي في "تهذيب الكمال"(٣٣/ ٤٣٩ - ٤٤٠) من طريق زهير بن معاوية الكوفي ثنا عثمان بن حكيم أنى إبراهيم بن محمَّد بن حاطب به.
قال العراقي: إسناده جيد" اتحاف السادة المتقين ٩/ ٣٦١ و ٣٦٢
(١) ١٣/ ٣٣٦ (كتاب الاستئذان- باب ما جاء في البناء)