قال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح غير فاطمة بنت علي وهي ثقة" المجمع ٩/ ١٠٩
وقال البوصيري: رواته ثقات" مختصر الاتحاف ٩/ ١٧٠
قلت: وإسناده صحيح، وموسى هو ابن عبد الله ويقال: ابن عبد الرحمن الجهني.
٦٣٤ - "أَمَا كان فيكم رجل رحيم"
قال الحافظ: وذكر ابن إسحاق من حديث ابن أبي حَدْرَد الأسلمي قال: كنت في خيل خالد فقال لي فتى من بني جذيمة قد جمعت يداه في عنقه برمة: يا فتى، هل أنت آخذ بهذه الرمة فقائدي إلى هؤلاء النسوة؟ فقلت: نعم، فقدته بها فقال: أسلمي حبيش قبل نفاذ العيش
أريتك إن طالبتكم فوجدتكم ... بحلية أو أدركتكم بالخوانق
الأبيات. قال: فقالت له امرأة منهن: وأنت بخيت عشرا وتسعا ووترا وثمانيا تترى.
قال: ثم ضربت عنق الفتى فأكبت عليه فما زالت تقبله حتى ماتت.
وقد روى النسائي والبيهقي في "الدلائل" بإسناد صحيح من حديث ابن عباس نحو هذه القصة وقال فيها: فقال: إني لست منهم، إني عشقت امرأة منهم فدعوني انظر إليها نظرة.
وقال فيه: فضربوا عنقه فجاءت المرأة فوقعت عليه فشهقت شهقة أو شهقتين ثم ماتت، فذكروا ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: فذكره. وأخرجه البيهقي من طريق ابن عاصم عن أبيه نحو هذه القصة وقال في آخرها: فانحدرت إليه من هودجها فحنت عليه حتى ماتت" (١)
حديث ابن أبي حدرد أخرجه الطبري في "التاريخ" (٣/ ٦٨ - ٦٩) والبيهقي في "الدلائل" (٥/ ١١٥ - ١١٦) وابن عساكر (ترجمة عبد الله بن أبي حدرد ص ١١٢ - ١١٣ و ١١٣ - ١١٤) من طرق عن ابن إسحاق ثنا يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس عن ابن شهاب الزهري عن ابن عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي عن أبيه عبد الله بن أبي حدرد قال: كنت في خيل ابن الوليد التي أصاب بها بني جذيمة إذا فتى منهم مجموعة يده إلى عنقه
(١) ٩/ ١١٩ - ١٢٠ (كتاب المغازي- باب بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - خالد بن الوليد إلى بني جذيمة)