للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

برُمَّةِ يقول بحبل، فقال لي: يا فتى هل أنت آخذ بهذه الرمة فمقدمى إلى هذه النسوة حتى أقضي إليهنّ حاجة ثم تصنعون ما بدا لكم، فقلت: لَيَسِيْرٌ ما سألت، ثم أخذت برمته فقدمته إليهن فقال: أسلمي حبيش على نفد العيش ثم قال:

أريتك إذ طالبتكم فوجدتكم ... بحلية أو ألفيتكم بالخوانق

ألم يك أهلا أنْ ينول عاشق ... تكلف إدلاج السري والودائق

فلا ذنب لي قد قلت إذ أهلنا معا ... أثيبي بود قبل إحدى الصفائق

أثيبي بود قبل أنْ تشحط النوى ... وينأى الأمير بالحبيب المفارق

فإني لا ضيعت سر أمانة ... ولاراق عيني عنك بعدك رائق

سوى أن ما نال العشيرة شاغل ... عن الود إلا أنْ يكون التوامق

فقالت: وأنت حييت عشرا وسبعا وترا وثمانياً تترى، ثم قدمناه فضربنا عنقه.

قال ابن إسحاق: فحدثنا أبو فراس من بني أبي سنبلة الأسلمي عن أشياخ من قومه وقد شهدوا هذا مع خالد بن الوليد قالوا: فلما قتل قامت إليه فما زالت ترشفه حتى ماتت عليه.

وحديث ابن عباس أخرجه النسائي في "الكبرى" (٨٦٦٣) عن محمَّد بن علي بن حرب المروزي أنبأ علي بن الحسين بن واقد عن أبيه عن يزيد النَّحْوِي عن عكرمة عن ابن عباس أَنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث سرية فغنموا وفيهم رجل فقال لهم: إني لست منهم عشقت امرأة فلحقتها فدعوني انظر إليها نظرة ثم اصنعوا بي ما بدا لكم. قال: فإذا امرأة طويلة أدماء فقال لها: أسلمي حبيش قبل نفاد العيش. أرأيت لو تبعتكم فلحقتكم بحلية أو أدركتكم بالخوانق. ألم يك حقا أنْ ينول عاشق تكلف ادلاج النوى والودائق. قال: نعم فديتك.

قال: فقدموه فضربوا عنقه، فجاءت المرأة فوقفت عليه فشهق شهقة أو شهقتين ثم ماتت، فلما قدموا على- رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخبروه الخبر، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أما كان فيكم رجل رحيم"

وأخرجه الطبراني في "الكبير" (١٢٠٣٧) و"الأوسط" (١٧١٨) عن النسائي به.

وأخرجه البيهقي في "الدلائل" (٥/ ١١٧ - ١١٨) من طريق أبي علي الحسين بن علي بن يزيد الحافظ وأبي محمَّد جعفر بن محمَّد بن الحارث المراغي قالا: ثنا النسائي به.

قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد، تفرد به محمَّد بن علي بن حرب"

<<  <  ج: ص:  >  >>