في "تاريخ دمشق"(٣٤/ ٢٩ - ٣٠) وابن بشكوال في "الغوامض"(٩٠) وابن الأثير في "أسد الغابة"(٤/ ٧٠ - ٧١)
عن أحمد بن المفضل الحَفَري
والحاكم (٢/ ٥٤)
عن عمرو بن طلحة القناد
قالا: ثنا أسباط بن نصر الهمداني قال: زعم السُّدِّي عن مصعب بن سعد عن أبيه قال: لما كان يوم فتح مكة أَمَّنَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الناس إلا أربعة نفر وامرأتين، وقال "اقتلوهم، وإن وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة: عكرمة بن أبي جهل، وعبد الله بن خطل، ومقيس بن صبابة، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح فأما عبد الله بن خطل، فأتي وهو متعلق بأستار الكعبة فاستبق إليه سعد وعمار، فسبق سعد عمارا فقتله. وأما مقيس بن صبابة، فأدركه الناس في السوق، فقتلوه، وأما عكرمة بن أبي جهل فركب البحر، فأصابتهم عاصف، فقال أهل السفينة: اخلصوا، فإن آلهتكم لا تغني عنكم شيئاً، فقال عكرمة: لئن لم ينجني في البحر إلا الإخلاص، لا ينجيني في البر غيره، اللهم إن لك عليّ عهدا إنْ أنت عافيتني مما أنا فيه، لآتين محمدا حتى أضع يدي في يده. قال: فأسلم. قال: وأما عبد الله بن أبي سرح، فإنه أحنا عليه عثمان، فلما دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الناس للبيعة جاء به حتى أوقفه على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله! بايع عبد الله، فرفع رأسه ينظر إليه، كل ذلك يأبى، فبايعه بعد ثلاث. ثم أقبل فحمد الله وأثنى عليه، وقال "أَمَا كان فيكم رجل رشيد ينظر إذ رآني قد كففت يدي عن بيعته، فيقتله؟ " قالوا: يا رسول الله! لو أومأت إلينا بعينك! قال "فإنه لا ينبغي لنبي أن تكون له خائنة الأعين".
قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى بهذا اللفظ إلا عن سعد، بهذا الإسناد"
وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"
وقال الهيثمي: رواه أبو يعلى والبزار ورجالهما ثقات" المجمع ٦/ ١٦٨
وقال الحافظ: إسناده صالح" التلخيص٣/ ١٣٠
قلت: وهو كما قال، وأسباط بن نصر وإسماعيل بن عبد الرحمن السدي كلاهما صدوق لا بأس به.
وللحديث شاهد عن سعيد بن يربوع وعن أنس وعن عثمان بن عفان وعن سعيد بن المسيب مرسلاً.