هذا كل ما ذكره ياقوت، ولا نعرف من هذه الترجمة متى كان مولده ولا فى أى قطر كان، وكيف كانت حياته، وما نوع العلوم التى تعلمها، وعمن أخذ، ومتى توفى-وكل الذى نعرفه بعد هذا أن ابن النجار فى كتابه «ذيل تاريخ بغداد» قال أن ابن النديم «صنف كتاب الفهرست في شعبان سنة ٣٧٧ ومات يوم الاربعاء لعشر بقين من شعبان سنة ٣٨٥» وقد يفهم من قول ابن النجار أنه ألف الكتاب فى شعبان سنة ٣٧٧.
والذى يظهر أنه إنما يريد أنه أنهاه في هذا الشهر من تلك السنة-وكل عمدة الذين يترجمون له بعد هذين النصين إنما هو على كتاب الفهرست نفسه وما يستنتج منه-والمتتبع للكتاب يرى أن المؤلف نص فى مواضع كثيرة على أنه ألفه سنة ٣٧٧ فيقول مثلا فى آخر المقالة الأولى «هذا آخر ما صنفناه من المقالة الأولى من كتاب الفهرست إلى يوم السبت مستهل شعبان سنة ٣٧٧ ولكنا نجد أنه نص فى مواضع مختلفة على أشياء حدثت بعد هذا التاريخ فيقول فى ترجمة المرزبانى أنه توفى سنة ٣٧٨. ويقول فى وفاة ابن جنى أنه مات سنة ٣٩٢ ووفاة ابن نباتة التميمى أنه مات بعد الاربعمائة-وهذا يخالف مخالفة تامة ما ذكره المؤلف من أنه ألفه سنة ٣٧٧ وما نقله ابن النجار من أنه مات سنة ٣٨٥ فالذى يظهر أن المؤلف كتب نسخته سنة ٣٧٧ وكان يترك فيها بياضا يملؤه بما يجده بعد ذلك أو يضع على النسخة تعليقات فى أزمنة مختلفة-يدل على ذلك قوله فى ترجمة المرزبانى «أن مولده في جمادى الآخرة سنة ٢٩٧ ويحيا إلى وقتنا هذا وهو سنة ٣٧٧ … وتوفى سنة ٣٧٨» فظاهر أن الزمن الذى كتب فيه جملة «ويحيا إلى وقتنا هذا» غير الزمن الذى كتب فيه «وتوفى سنة ٣٧٨» وظل يعمل فى نسخته هذه إلى أن مات. ثم كان العلماء بعده يتعاقبون عليه بالزيادات التى وجدت بعد هذا التاريخ. وقد طلب المؤلف نفسه ذلك ممن يأتى بعده من العلماء فيقول «وزعم بعض اليزيدية ان له (الحسن بن علي)