للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

- ج -

نحوا من مائة كتاب، ولم نرها، فإن رأى ناظر في كتابنا شيئاً منها ألحقها بموضعها أما اسمه فيكاد يجمع من ينقل عنه ومن يترجم له على أن اسمه محمد بن اسحاق وبعضهم يقول محمد بن النديم. وتارة يقولون قال ابن النديم. ويختلفون فى كنيته فبعضهم يكنيه أبا الفتح. وبعضهم يكنيه أبا الفرج-ومولده على ما يظهر فى بغداد فابن أبى اصيبعة فى كتابه طبقات الاطباء يقول «قال محمد بن اسحاق النديم البغدادى فى كتاب الفهرست» ومن العسير تحديد مولده وكل الذى نعرفه أنه يقول فى ترجمة الصفوانى لقيته سنة ٣٤٦ فهو اذن كان يعيش فى هذه السنة وكان على الاقل شابا يستطيع أن يصف ما يلقى ويدون سنة لقياه بل أكثر من هذا يقول فى ترجمة البردعى «رأيته سنة ٣٤٠ وكان بي آنساً» وقد ذكروا أنه كان ورّاقا ويصفه بعض الكتب أيضا بانه كان كاتبا وكلا الحرفتين أعانه على تأليف هذا الكتاب، فالوراقة كانت حرفة احترفها كثير من العلماء ووظيفتها انتساخ الكتب وتصحيحها وتجليدها والتجارة فيها، فهذه المهمة كانت تقوم فى ذلك العصر مقام الطباعة فى عصر نابل أكثر منها اذ كان الوراق ينتخب الورق وينسخ الكتاب أو ينسخ تحت اشرافه ويصحح هذا النسخ حتى لا يقع فيه تحريف ويجلده ويبيعه، وكان يقوم بهذا العمل افراد ولكنه اذا اتسع كوّن ما نسميه الآن «بادارة» وقد اشتهرت الوراقة فى عصر ابن النديم شهرة ذائعة، والكتب الذى نقلت فى عصره يدل جودة تصحيحها والعناية بها على مبلغ رقى هذه الصناعة، وقد اتخذ صناعة الوراقة كثير من الادباء والعلماء ترجم لهم ياقوت فى معجم الادباء بل كان ياقوت نفسه وراقا ينسخ الكتب ويبيعها وخلف مكتبة كبيرة انتفع بها ابن الاثير صاحب الكتاب الكامل فى التاريخ وأما الكتابة فكانت حرفة يحترفها طائفة من الناس وكانت تتطلب معرفة بفنون مختلفة من العلوم وسعة فى الاطلاع على النحو الذى ألف فيه