المدينة التي بها البلهرا، وطولها أربعون فرسخاً، من الساج والقنا وأنواع الخشب، ويقال أن بها للناس العامة ألف فيل، ينقل الأمتعة، وعلى مربط الملك ستون ألف فيل، وللقصارين بها عشرون ومائة ألف فيل، وفي هذا البيت من البددة نحو عشرين ألف بد، من أنواع الجواهر، مثل الذهب والفضة والحديد والنحاس والصفر والعاج، وأنواع الحجارة المعجونة، مرصع بالجواهر، السنية، والملك يركب في كل سنة إلى هذا البيت، بل يمشي من داره ويرجع راكباً، وفيه صنم من ذهب ارتفاعه اثنا عشر ذراعاً، على سرير من ذهب، وفي وسط قبة من ذهب، مرصع ذلك كله بالجوهر الأبيض، الحب، والياقوت الأحمر والأصفر والارزق والأخضر، ويذبحون لهذا الصنم الذبائح، وأكثر ما يقربون نفوسهم، في يوم من السنة معروف عندهم وبيت بالمولتان، ويقال أن هذا البيت أحد البيوت السبعة، وبه صنم من حديد، طوله سبعة أذرع، في وسط القبة تمسكه حجارة المغناطيس من جميع جهاته بقوي متفقة، وقيل أنه قد مال إلى ناحية لآفة دخلت عليه، وهذا البيت في لحف جبل، وهو قبة ارتفاعها مائة وثمانون ذراعاً، تحجه الهند من أقاصي بلادهم براً وبحراً، والطريق إليه من بلخ مستقيم، لأن سواد المولتان مصاقب لسواد بلخ، وعلى قلة الجبل وفي سفحه بيوت للعباد والزهاد، وثم مواضع للذبائح والقرابين، وقيل أنه ما خلا قط ولا ساعة واحدة ممن يحجه خلق من الناس، ولهم صنمان يقال لأحدهما جنبكت، والآخر زنبكت، قد استخرج صورتيهما من طرفي واد عظيم خرطا من حجارة الجبل يكون ارتفاع كل واحد منهما ثمانين ذراعاً يرى من مسافة بعيدة. قال: والهند تحج إليهما وتحمل معها القرابين والدخن والبخورات. فإذا وقعت العين عليهما من مسافة بعيدة احتاج الرجل أن يطرق إعظاماً لهما فان حانت منه إلتفاتة أوسها فنظر إليهما احتاج أن يرجع إلى الموضع الذي لا يراهما منه ثم يطرق ويقصد قصدهما