هذا إعظاماً لهما، وقال لي من شاهدهما: أنه يسفك عندهما من الدماء أمر ليس بالقليل في الكثرة، وزعم أنه ربما اتفق أن يقرب بنفسه نحو خمسين ألفا أو أكثر، والله أعلم ولهم بيت بالباميان من أوائل الهند ممايلى سجستان، وإلى هذا الموضع بلغ يعقوب بن الليث لما قصد لفتح الهند، والصور التي أنفذت إلى مدينة السلام من ذلك الموضع من الباميان، حملت عند فتحها، وهذا بيت عظيم يحله الزهاد والعباد، وبه من الأصنام الذهب المرصعة ما يجاوز القدر، ولا يبلغه النعت والصفة، والهند تحجه من أقاصي بلادها براً وبحراً، وبفرج بيت الذهب بيت، وقد اختلف فيه: فقال قوم أنه بيت من حجارة فيه بددة، وإنما سمي بيت الذهب لأن العرب لما فتحت هذا الموضع في أيام الحجاج، أخذوا منه مائة بهار ذهباً، وقال لي أبو دلف الينبوعي، وكان جوالة، أن البيت الذي يعرف ببيت الذهب ليس هو هذا، والبيت في براري الهند من أرض مكران والقندهار، لا يصل إليه إلا العباد والزهاد من الهند، وأنه مبني بالذهب، يكون طوله سبعة أذرع وعرضه مثل ذلك وارتفاعه اثني عشر ذراعاً مرصع بأنواع الجواهر، وفيه من البددة المعمولة من الياقوت الأحمر وغيره من الحجارة الثمينة العجيبة المرصعة بالدر الفاخر، الذى الدرة منه مثل بيضة الطائر وأكبر، وزعم أن الثقة من أهل الهند أخبره أن هذا البيت يتنكبه المطر من فوقه ويمنته ويسرته، فلا يصيبه، وكذلك السيل ينعرج عنه سائلاً يمنة ويسرة، وقال قال لي بعض الهند أن من رآه وكان مريضاً من أي علة كانت شفاه الله جل اسمه، وقال لما بحثت عن أمره اختلف فيه: فزعم لي بعض البراهمة أنه معلق بين السماء والأرض بلاد عامة ولا علاقة، وقال لي أبو دلف أن للهند بيتاً بقمار، حيطانه من الذهب، وسقوفه من أعواد العود الهندي الذي طول كل عود خمسون ذراعاً، وأكثر، قد رصعت بددته ومحاريبه