للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على التقوى، وهكذا أزواجه وعلي وفاطمة والحسن والحسين كلهم من أهل البيت. لكن علي وفاطمة والحسن والحسين أخص بذلك من أزواجه، فلهذا خصصهم بالدعاء ١.

فصل

[في آل النبي أهل بيته بالقرابة وأزواجه]

وأما قولكم: ومن يطلق عليه اسم الآل؟

فنقول: قد تنازع العلماء في آل محمد من هم؟ فقيل: هم أمته. وهذا قول طائفة من أصحاب مالك وأحمد وغيرهم، وقيل: المتقون من أمته. ورووا حديثا: "آل محمد كل تقي" رواه الخلال، وتمام في فوائده، وهو حديث لا أصل له. والصحيح: أن آل محمد هم أهل بيته. وهذا هو المنقول عن الشافعي وأحمد، لكن هل أزواجه من آله؟ على قولين، هما روايتان عن أحمد. والصحيح أن أزواجه من آله، فإنه قد ثبت في الصحيحين عن النبي -صلى الله عليه وسلم - أنه علمهم الصلاة عليه: "اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته"٢ ولأن امرأة إبراهيم -عليه السلام- من آله وأهل بيته، وامرأة لوط من آله وأهل بيته. والآية المذكورة تدل على أنهن من أهل بيته.

وأما الأتقياء من أمته فهم أولياؤه، كما ثبت في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن آل بني فلان ليسوا لي بأولياء، إن وليي الله وصالح المؤمنين"٣ فأولياؤه


١ هذا خلاف المتبادر كما علم مما تقدم، ومن الضروري المعلوم بالفطرة والخبرة أن ما يلحق الرجل من العار بعدم طهارة أزواجه أقوى مما يلحقه بعدم طهارة صهره وأسباطه وأحفاده، فلهذا أورد نص الآيات في الأزواج الطاهرات وافتتحت بقوله تعالى: {يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن} فهذا تفضيل صريح لهن، وهذا لا ينافي كون السيدة فاطمة -عليها السلام- أفضل منهن بكونها بضعة منه -صلى الله عليه وسلم-، وبشخصها أيضا، وكذا ولداها وبعلها -عليهم السلام والرضوان-.
٢ البخاري: أحاديث الأنبياء "٣٣٦٩" , ومسلم: الصلاة "٤٠٧" , والنسائي: السهو "١٢٩٤" , وأبو داود: الصلاة "٩٧٩" , وابن ماجه: إقامة الصلاة والسنة فيها "٩٠٥" , وأحمد "٥/ ٤٢٤" , ومالك: النداء للصلاة "٣٩٧".
٣ مسلم: الإيمان "٢١٥" , وأحمد "٤/ ٢٠٣".

<<  <  ج: ص:  >  >>