للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الدارقطني، وغيره، بإسناد صحيح، من طريق علقمة، عن ابن مسعود -رضي اللَّه عنه-: وكنا لا ندري ما نقول، قبل أن يفرض علينا التشهد (١).

(وفيه)؛ أي: في حديث ابن مسعود بذلك اللفظ: (فإنكم) -معشر المصلين من أمة الإجابة- (إذا فعلتم ذلك)؛ أي: وعلى عباد اللَّه الصالحين، وذلك أنهم كانوا يقولون: السلام على جبريل، السلام على فلان، السلام على فلان (٢)؛ فكأنه أنكر عليهم عَدَّ الملائكة واحدًا واحدًا، إذ لا يمكن استيعابهم لهم، فعلمهم لفظًا يشمل الجميع، مع غير الملائكة (٣) من النبيين والمرسلين والصديقين وغيرهم بغير مشقة، وهذا من جوامع الكلم التي أوتيها -صلى اللَّه عليه وسلم-، وإلى ذلك الإشارة بقول ابن مسعود: وإن محمدًا علم فواتح الخير، وخواتيمه -كما تقدم-.

(فقد سلمتم على كل عبد للَّه) -عز وجل- (صالح) استدل به على أن الجمع المضاف، والجمع المحلى بأل يعم؛ لقوله أولًا: "عباد اللَّه الصالحين"، ثم قال: "فقد سلمتم ... إلخ"، وفي لفظ: "فإنكم إذا قلتموها، أصابت كلَّ عبد صالح" (٤)، واستدل به على أن هذه الصيغة للعموم (٥).

قال ابن دقيق العيد: وهو مقطوع به عندنا في لسان العرب، وتصرفات


(١) رواه الدارقطني في "سننه" (١/ ٣٥٠)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٢/ ١٣٨)، لكن من طريق شقيق بن سلمة، عن ابن مسعود، بلفظ: كنا نقول قبل أن يفرض التشهد: السلام على اللَّه، السلام على جبرائيل وميكائيل ....
(٢) كما تقدم قريبًا.
(٣) انظر: "فتح الباري" لابن حجر (٢/ ٣١٥).
(٤) تقدم تخريجه عند البخاري برقم (٧٩٧).
(٥) انظر: "فتح الباري" لابن حجر (٢/ ٣١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>