للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ألفاظ الكتاب والسنة، قال: واستدلالنا بهذا الحديث ذكر لفرد من أفراده لا يحصى الجمع لأمثالها، لا للاقتصار عليه. وخص الصالحين؛ لأنه ثناء وتعظيم، وهم المستحقون له دون غيرهم (١).

قال القفال في "فتاويه": ترك الصلاة يضر بجميع المسلمين؛ لأن المصلي يدعو بالمغفرة للمؤمنين والمؤمنات، ولابد أن يقول في التشهد: السلام علينا وعلى عباد اللَّه الصالحين، فيكون مقصرًا في حق اللَّه، وحق رسول اللَّه، وحق نفسه، وفي حق كافة المسلمين، ولذلك عظمت المعصية بتركها (٢)، فإن من تركها [أخلَّ] بحق جميع المؤمنين، من مضى، ومن يجيء إلى يوم القيامة؛ لوجوب قوله فيها: "السلام علينا وعلى عباد اللَّه الصالحين" (٣).

(في السماء والأرض) في رواية مسدد، عن يحيى: "أو بين السماء والأرض" (٤)، والشك فيه من مُسَدَّد، وإلا، فقد رواه غيره، عن يحيى: "من أهل السماء والأرض" أخرجه الإسماعيلي، وغيره (٥).

(وفيه) أيضًا-: (فليتخير من المسألة ما شاء)، وفي لفظ: "ثم ليتخير من


(١) انظر: "شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (٢/ ٧١).
(٢) إلى هنا انتهى كلام القفال في "فتاويه" كما نقله الحافظ ابن حجر في "الفتح" (٢/ ٣١٧)، ثم قال عَقِبَه: واستنبط منه السبكي: أن في الصلاة حقًا للعباد مع حق اللَّه، وأن من تركها، أخلَّ بحق جميع ... " إلى آخر كلامه الذي ساقه الشارح -رحمه اللَّه- هنا.
(٣) في الأصل: "أخذ" بدل "أخلَّ"، والتصويب من "الفتح".
(٤) كما تقدم تخريجه عند البخاري برقم (٨٠٠).
(٥) انظر: "فتح الباري" لابن حجر (٢/ ٣١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>