للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من شر ما استعاذك منه عبادك الصالحون، ربنا آتنا في الدنب حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، قال: ولم يدع نبي، ولا صالح، بشيء؛ إلا دخل تحت هذا الدعاء (١).

[وهذا] (٢) من المأثور غير مرفوع، وليس هو مما ورد في القرآن، ولكنه ليس من ملاذ الدنيا، بل من أمور الآخرة، واللَّه أعلم.

تنبيهات:

الأول: تشهدُ ابن مسعود -الذي ذكرناه- أصحُّ وأثبت تشهدٍ ورد عن حضرة الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-؛ ولهذا اختاره الإمام أحمد على ما سواه من التشهدات، وفضَّله واستحبه على غيره؛ وفاقًا لأبي حنيفة، وإن كان غيره من التشهدات الواردة جائزًا، إلا أنه مفضول بالنسبة لتشهد ابن مسعود.

فهو أفضل من تشهد ابن عباس، الذي عند مسلم، واختاره الإمام الشافعي، ولفظه: "التحيات المباركات الصلوات الطيبات للَّه"، إلخ، ولفظ مسلم: "وأشهد أن محمدًا رسول اللَّه" (٣).

ومن تشهدِ عمرَ الذي اختاره مالك، ولفظه: "التحيات للَّه، الزاكيات للَّه، الطيبات، الصلوات للَّه، سلام عليك"، إلخ، وفيه: "أشهد أن لا إله إلا اللَّه، وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله" (٤).


(١) رواه عبد الرازق في "المصنف" (٣٠٨٢)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (٣٠٢٥).
(٢) في الأصل: "وهما" بدل "وهذا"، والصواب ما أثبت.
(٣) تقدم تخريجه.
(٤) رواه الإمام مالك في "الموطأ" (١/ ٩٠)، ومن طريقه الإمام الشافعي في "مسنده" (ص: ٢٣٧)، والحاكم في "المستدرك" (٩٧٩)، وغيرهم، دون قوله: "وحده =

<<  <  ج: ص:  >  >>