للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يسبحون، قال: لو كنت مسبحًا، أتممت صلاتي، يا بن أخي! إني صحبت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في السفر، فلم يزد على ركعتين حتى قبضه اللَّه (١). (وأبا بكر) الصديق، (وعمر) الفاروق، (وعثمان) بن عفان (كذلك)؛ أي: لم يزد واحد منهم الظهر في السفر على ركعتين.

وأخرجه البخاري من قوله: صحبت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ... إلى آخره.

فقول ابن دقيق العيد -بعد إيراد كلام الحافظ على النسق الذي ذكره-: هذا لفظ رواية البخاري في الحديث، وفي لفظ رواية مسلم أكثر وأزيد، فليعلم ذلك، انتهى (٢). لا طائل تحته؛ فالحديث متفق عليه، وإنما زاد مسلم سبب الحديث الذي ذكرناه، وفي آخره: وقد قال اللَّه -عز وجل-: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: ٢١].

قال الحافظ عبد الحق: والصحيح أن عثمان -رضي اللَّه عنه- أتم في آخر عهده، انتهى (٣).

قال ابن تيمية: قد علم بالتواتر: أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إنما كان يصلي في السفر ركعتين، وكذلك أبو بكر، وعمر -رضي اللَّه عنهما- بعده، وهذا يدل على أن الركعتين أفضل؛ كما عليه جماهير العلماء، فإن قيل: ما فائدة ذكره لأبي بكر وعمر وعثمان مع أن الحجة قائمة بفعل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-؟

فالجواب: فائدة ذلك العلمُ بكون ذلك معمولًا به عند الأئمة، لم يتطرق إليه النسخ، ولا معارض راجح، وأما إتمام عثمان في آخر أمره، فقد عرف إنكار أئمة الصحابة عليه ذلك، ومع هذا، فكانوا يصلون خلفه،


(١) تقدم تخريجه قريبًا برقم (٦٨٩/ ٨) عنده.
(٢) انظر: "شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (٢/ ١٠٢).
(٣) انظر: "الجمع بين الصحيحين" لعبد الحق الإشبيلي (١/ ٤٦٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>