للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم يذكر القاضي وغيره نصًا: أنه لا يخطب، إنما أخذوه من نصه: لا خطبة في الاستسقاء.

وقال -أيضًا-: لم يذكر لها أحمد خطبة، وفي "النصيحة": أحب أن يخطُبَ بعدها (١).

(ثم قال) النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وفي بعض ألفاظ هذا الحديث: أنه خطب، فقال (٢): (إن الشمس والقمر آيتان من آيات اللَّه) -عز وجل- الباهرة، وأثر من آثار قدرة اللَّه الظاهرة (لا يخسفان لموت أحد) من الناس (ولا لحياته)، وفي حديث جابر -رضي اللَّه عنه-: "وأنهم كانوا يقولون: إن الشمس والقمر لا ينخسفان إلّا لموت عظيم، وإنهما آيتان من آيات اللَّه يريكموها" (٣).

(فإذا رأيتم ذلك)، أي: الخسوف في أحدهما، (فادعوا اللَّه) سبحانه، (وكبروا)؛ أي: قولوا: اللَّه أكبر، (وصلوا) صلاة الكسوف، (وتصدقوا)؛ لأنها تطفىء غضب الجبار، وتكون سببًا قويًا في محو الإثم والأوزار.

قال في "شرح المقنع": يستحب ذكر اللَّه تعالى، والدعاء، والتكبير، والاستغفار، والصدقة، والعتق، والتقرب إلى اللَّه تعالى بما استطاع؛ للخبر المذكور، وفي خبر أبي موسى: "فافزعوا إلى ذكر اللَّه تعالى ودعائه، واستغفاره" (٤)، وروي عن أسماء: أنها قالت: كنا نؤمر بالعتق في الكسوف (٥).


(١) انظر: "الفروع" لابن مفلح (٢/ ١١٩).
(٢) تقدم تخريجه عند البخاري برقم (١٠٠٠).
(٣) تقدم تخريجه عند مسلم برقم (٩٠٤/ ٩).
(٤) تقدم تخريجه، وسيأتي أيضًا في حديث الباب الآتي.
(٥) رواه البخاري (١٠٠٦)، كتاب: الكسوف، باب: من أحب العتاقة في كسوف =

<<  <  ج: ص:  >  >>