للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال في "الفروع": يستحب العتق في كسوفها -أي: الشمس-، نص عليه، لأمره -صلى اللَّه عليه وسلم- في "الصحيحين" -يعني: في حق القادر- كما في "المستوعب" (١)، وغيره (٢).

(ثم قال) -صلى اللَّه عليه وسلم- (يا أمة محمد!)؛ أي: أمة إجابة دعوته؛ لأنهم المخاطبون بذلك، الممتثلون لأوامره، والمنتهون عن زواجره.

وأصل الإمة -بالكسر-: الحالة، والشرعة، والدين، و-يضم-، والنعمة، والهيئة، والشان، وغَضارة العيش، والسنة، و-يضم-، والطريقة، والرجل الجامع للخير، والجماعة أرسل إليهم رسول، والجيل من كل حي، ومن هو على الحق مخالف لسائر الأديان، وغير ذلك (٣).

وفي الشرع: أمة النبي: أتباعه على دينه (٤).

([واللَّه] ما من أحد أغيرُ من اللَّه) تعالى (أن يزني عبدُه، أو تزني أمته) إطلاق الغيرة على اللَّه -سبحانه وتعالى- جاء في عدة أحاديث، وأهل الإثبات من المحدثين، ومذهب السلف من أئمة الدين يؤمنون بكل ما جاء في الكتاب والسنة، مع اعتقادهم أن ليس كمثل اللَّه شيء، فهم يثبتون الآثار بلا تمثيل، وينزهون الباري -جل وعز- عن سمت الحوادث بلا تعطيل؛ فعندهم المشبِّهُ يعبد صنمًا، والمعطِّلُ يعبد عدمًا (٥)، والمؤمن يعبد رب


= الشمس. بلفظ قالت فيه -رضي اللَّه عنها-: لقد أمر النبي بالعتاقة في كسوف الشمس. وانظر: "شرح المقنع" لابن أبي عمر (٢/ ٢٧٩).
(١) انظر: "المستوعب" للسَّامُرِّي (٣/ ٧٨).
(٢) انظر: "الفروع" لابن مفلح (٢/ ١٢٣).
(٣) انظر: "القاموس المحيط" للفيروزأبادي (ص: ١٣٩١)، (مادة: أمم).
(٤) انظر: "المغني" لابن قدامة (١/ ٣١٩).
(٥) انظر: "مجموع الفتاوى" لشيخ الإسلام ابن تيمية (٥/ ٢٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>