للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بدرًا، وكان دليل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (١)، لا يصح ما ذكره؛ لما سبق، والدليل: إنما كان أبوه عامر بن ساعدة، وهو الذي بعثه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (٢) خارصًا، وأبو بكر، وعمر بعده (٣).

ولهذا فسره النووي في "تهذيبه": بأن الذي صلى مع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- خوات بن جبير، والد صالح بن خوات، قال: ويحقق هذا من "صحيح مسلم" وغيره (٤).

وأما ما في بعض طرق حديث صلاة الخوف بذات الرقاع؛ في أبي داود، والنسائي، وغيرهما رواية صالح بن خوات بن جبير، عن سهل بن أبي حثمة (٥)، فليس يدل لشيء من ذلك؛ لأنه ليس فيها أنه صلى مع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، بل مجرد رواية ذلك؛ فيكون مرسل صحابي، أما أن يفسر به من صلى معه، فلا، واللَّه الموفق (٦).


(١) انظر: "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (٤/ ٢٠٠).
(٢) رواه البخاري في "التاريخ الكبير" (٤/ ٩٧)، والطبراني في "المعجم الأوسط" (٩١٥٠)، والدارقطني في "سننه" (٢/ ١٣٤).
(٣) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (١٠٥٦٠)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٤/ ١٢٤).
(٤) انظر: "تهذيب الأسماء واللغات" للنووي (٢/ ٥٨٥).
(٥) قلت: قد رواه الستة كما تقدم تخريجه من طريق صالح بن خوات، عن سهل بن أبي حثمة، به.
(٦) وانظر ترجمته في: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (٥/ ٣٠٤)، و"التاريخ الكبير" للبخاري (٤/ ٩٧)، و"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (٤/ ٢٠٠)، و"الثقات" لابن حبان (٣/ ١٦٩)، و"الاستيعاب" لابن عبد البر (٢/ ٦٦١)، و"أسد الغابة" لابن الأثير (٢/ ٥٧٠)، و"تهذيب الأسماء واللغات" للنووي (١/ ٢٢٧)، و"تهذيب الكمال" للمزي (١٢/ ١٧٧)، و"تهذيب التهذيب" لابن حجر =

<<  <  ج: ص:  >  >>