للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أيام ولك أجرُ ما بقي قال: إني أطيق أكثر من ذلك (١)، قال: "صمْ أربعةَ أيام، ولك أجرُ ما بقي قال: إني أطيقُ أكثر من ذلك.

وفي رواية: "أما يكفيك من كل شهر ثلاثةُ أيام؟ قال: قلت: يا رسول اللَّه! قال: "خمسًا قلت: يا رسول اللَّه! قال: "سبعًا قلت: يا رسول اللَّه! قال: "تسعًا قلت: يا رسول اللَّه! قال: "إحدى عشرة" (٢)، (قلت: إني أطيق أفضل)؛ أي: أكثر (من ذلك، قال -صلى اللَّه عليه وسلم-: فصمْ يومًا وأفطِرْ يومًا، فذلك صيامُ داودَ -عليه السلامُ-).

ولفظ داودَ أعجميُّ، قال ابنُ عباس وغيره: عبراني، ومعناه: القصيرُ العمر، وهو داود بن إيشا -بكسر الهمزة وسكون الياء المثناة تحت وبالشين المعجمة- من سبط يهوذا -بفتح المثناة تحت وضم الهاء وبالذال المعجمة- بنِ يعقوبَ بنِ إسحاقَ بن إبراهيم -عليهم الصلاة والسلام-، وهو أَبو سليمان النبيِّ -عليه السلام-، جمعَ اللَّه له بين النبوة والملك، وقد كان راعيًا، فآتاه اللَّه الملك بعد قتله جالوتَ بسبع سنين، وذلك لما استُشهد طالوتُ، أعطى بنو إسرائيل داودَ خزائنَ طالوت، وملَّكوه على أنفسهم، ولم يجتمع بنو إسرائيل على ملك إلا على داود، وفضلُ داود ومعجزاته وكراماته مشهورة في الكتاب والسنة، ذكرها اللَّه تعالى في القرآن العظيم في اثني عشر موضعًا من كتابه العزيز (٣).

وفي "البخاري" عن أبي هريرة -رضي اللَّه عنه-: أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "خُفِّفَ على داودَ القرآنُ -يعني: الزبور-، فهو يأمر بدابته تُسْرَج، فيقرؤه


(١) تقدم تخريجه، وهذا لفظ مسلم.
(٢) تقدم تخريجه.
(٣) انظر: "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (١/ ١٦٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>