للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قبل أن تُسْرَج، وكان لا يأكل إلا من عمل يده" (١).

وفي الترمذي: "كان من دعاء داود -عليه السلام-: اللهمَّ إني أسألُكَ حُبَّكَ، وحُبَّ مَنْ يحبُّكَ، والعملَ الذي يُبلغني حُبَّكَ، اللهمَّ اجعلْ حُبَّكَ أَحَبَّ إليّ من نفسي وأهلي ومنَ الماءِ البارد". وقال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "كان داودُ أعبدَ البشر" (٢).

وأوصى ابنَه سليمانَ -عليه السلام-. ففي "حلية الأولياء" لأبي نعيم عن الفضيل، قال: قال داود: إلهي! كُنْ لابني سليمانَ كما كُنْتَ لي، فأوحى اللَّه تعالى إليه: يا داودُ! قل لابنك سليمانَ يكنْ لي كما كنتَ لي حتى أكونَ له كما كنتُ لكَ (٣).

قال كعبُ الأحبار، ووهبُ بن منبه -رحمهما اللَّه تعالى-: كان داود -عليه السلام- أحمرَ الوجه، أبيضَ الجسم، طويلَ اللحية فيها جُعودة، حسنَ الصوت والخلق، طاهرَ القلب، بينه وبين موسى خمس مئة وسبعٌ وسبعون سنة.

ويزعم أهل الكتاب أن عمره تسع وتسعون سنة، ومدة ملكه أربعون سنة.

قال كعب: والنصارى تزعم أن قبره في الكنيسة الحسمانية ببيت القدس


(١) رواه البخاري (٣٢٣٥)، كتاب: الأنبياء، باب: قول اللَّه تعالى: {وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا} [النساء: ١٦٣].
(٢) رواه الترمذي (٣٤٩٠)، كتاب: الدعوات، باب: (٧٣)، عن أبي الدرداء -رضي اللَّه عنه-.
(٣) لم أقف عليه في "حلية الأولياء". وقد رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٢٢/ ٢٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>