للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي لفظ، قالت: كان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يُصْغي -بضم المثناة تحت وسكون الصاد المهملة وكسر الغين المعجمة-؛ أي: يدني، ويميل إليَّ رأسَهُ -منصوبٌ بيصغي- وهو مجاورٌ، أي: معتكفٌ في المسجد (١)، والجملة حالية (٢).

وعند الإمام أحمد: كان يأتيني وهو معتكفٌ في المسجد، فيتكىء على باب حجرتي، فأغسلُ رأسَه وسائرُه في المسجد (٣).

وفيه: أن إخراج البعض لا يجري مجرى الكُل، وينبني عليه: ما لو حلف لا يدخل بيتًا، فأدخل بعض أعضائه؛ كرأسه، لم يحنث (٤).

قال في "الفروع": وإن أخرج -يعني: المعتكف- بعضَ جسده، لم يبطل في المنصوص؛ وفاقًا. واستدل بحديث عائشة هذا، وإن أخرج جميعَه مختارًا عمدًا، بطل، وإن قَلَّ؛ وفاقًا.

وأبطله أَبو يوسف، ومحمدُ بأكثرَ من نصفِ يومٍ فقط.

وأبطله الثوريُّ والحسنُ بنُ صالح إن دخل تحتَ سقفٍ ليس ممرُّه فيه (٥).

(وفي رواية) عنها في "الصحيحين": (وكان) -صلى اللَّه عليه وسلم- (لا يدخلُ البيتَ إلا لحاجة الإنسان).


(١) رواه البخاري (١٩٢٤)، كتاب: الاعتكاف، باب: الحائض ترجل المعتكف.
(٢) انظر: "إرشاد الساري" للقسطلاني (٣/ ٤٤٠).
(٣) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٦/ ٨٦).
(٤) انظر: "إرشاد الساري" للقسطلاني (٣/ ٤٤٠).
(٥) انظر: "الفروع" لابن مفلح (٣/ ١٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>