للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رضي الله عنه -، قال أنس: كانوا يكتبون في صدور وصاياهم، فذكره (١).

وروي عن ابن مسعود - رضي الله عنه -: أنّه كتب في صدر وصيته: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، هذا ذكرُ ما أوصى به عبد الله بن مسعود إنْ حدث لي حادثُ الموت من مرضي هذا: أن مرجع وصيتي إلى الله تعالى، ثم إلى الزبير بن العوام، وابنه عبد الله، وأنهما في حلٍّ وبلٍّ ممّا وليا وقضيا، وأنه لا تُزوَّج امرأة من بنات عبد الله إلا بإذنهما (٢).

وروى ابن عبد البر، قال: كان في وصية أبي الدرداء: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، هذا ما وصى به أبو الدرداء: أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، وأنّ الجنّة حق، وأنّ النّار حق، وأنّ الله يبعث مَنْ في القبور، وأنه يؤمن بالله واليوم الآخر، ويكفر بالطاغوت، على ذلك يحيا ويموت -إن شاء الله تعالى- (٣).

تتمة في ذكر أحاديت مما ورد في الحث على الوصية والترهيب من تركها:

روى ابن ماجة عن جابر - رضي الله عنه - مرفوعًا: "من مات على وصيةٍ، مات على سبيلٍ وسنّةٍ، ومات على تقى وشهادة، ومات مغفورًا له" (٤).


(١) رواه سعيد بن منصور في "سننه" (١/ ١٢٦ - ١٢٧)، وعبد الرزاق في "المصنف" (١٦٣١٩)، والدارقطني في "سننه" (٤/ ١٥٤)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٦/ ٢٨٧).
(٢) رواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (٣/ ١٥٩)، والحاكم في "المستدرك" (٥٣٧٣)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٦/ ٢٨٢).
(٣) رواه ابن عبد البر في "التمهيد" (١٤/ ٣٠٩).
(٤) رواه ابن ماجة (٢٧٠١)، كتاب: الوصايا، باب: الحث على الوصية.

<<  <  ج: ص:  >  >>