للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بقوله - صلى الله عليه وسلم -: (أرضعتني) أنا، (و) أرضعَتْ (أبا سَلَمَةَ) -بنصب (أبا) على أنه معطوفٌ على الياء في (أرضعتني) -وهو مفعول مقدم (ثويبةٌ) -بالرفع- فاعل.

واسم أبي سَلَمَة عبدُ الله بنُ عبد الأسد بنِ هلالِ بنِ عبدِ الله بنِ عمرِو بنِ مخزومٍ القرشيُّ المخزوميُّ، وأمه برّةُ بنتُ عبدِ المطلب عمّةُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وكان هاجرَ بأم سَلَمَة إلى أرض الحبشة، وهو أولُ من هاجر لها، ثم شهد بدرًا بعد أن هاجر الهجرتين، وجُرح يومئذٍ جرحًا اندملَ، ثم انتقض، فمات منه لثلاث مضينَ من جمادى الآخرة سنة ثلاث من الهجرة، كذا قاله ابن عبد البر، ورجّح ابن الأثير: أنه مات سنة أربع، وكان أخا النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأخا حمزةَ - رضي الله عنه - من الرضاع، وله من الأولاد: سَلَمَة، وعمرو، وزينب، ودرّة (١).

قال ابن إسحاق: أسلم أبو سَلَمَة بعد عشرة أنفس، واستخلفه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين خرج إلى غزوة العشيرة -بالشين المعجمة-، وكانت في الثانية.

قال ابن إسحاق في "السيرة": هاجر أبو سَلَمة إلى المدينة قبل بيعة العقبة بسنة، وحُبست عنه امرأته أم سَلَمة هند بنتُ أبي أميّة بمكّة نحو سنة، ثم أذن لها بنو المغيرة الذين حبسوها في اللحاق بزوجها، فانطلقت، وشيّعها عثمانُ بنُ طلحةَ، ولم يكن أسلم بعدُ، حتى إذا وافى على قرية بني


(١) وانظر ترجمته في: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (٨/ ٨٧)، و"الاستيعاب" لابن عبد البر (٣/ ٩٣٩)، و"جامع الأصول" لابن الأثير (١٥/ ٥٧٨ - "قسم التراجم")، و"تهذيب الأسماء واللغات" للنووي (٢/ ٥٢١)، و"تهذيب الكمال" للمزي (١٥/ ١٨٧)، و"الإصابة في تمييز الصحابة" لابن حجر (٤/ ١٥٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>