للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جاء مصرحًا بذلك عنها: كانت تحت أبي عمرو بن حفص بن المغيرة، فطلقها آخر ثلاث تطليقات (١) (فأرسل إليها وكيلُه)؛ أي: وكيل أبي عمرو المذكور، والوكيلُ هو عَيَّاشُ -بفتح العين المهملة وتشديد المثناة تحت فشين معجمة بينهما ألف- ابنُ أبي ربيعة، واسمُ ابن ربيعة عمرو بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم المخزومي القرشي، وهو أخو أبي لهب لأمه، أسلم قديمًا قبل دخول النبي - صلى الله عليه وسلم - دار الأرقم، وهاجر إلى أرض الحبشة، ثم هاجر إلى المدينة هو وعمر بن الخطاب، ورده أخوه أبو جهل، وأوثقه، فكان من المستضعفين الذين كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو لهم في القنوت فيقول: "اللهم أنجِ عيّاشَ بنَ أبي ربيعة" (٢)، واستشهد يوم اليرموك بالشام، وقيل: مات بمكة.

روى عنه ابنه عبد الله، وعمر بن الخطاب، وغيرهما (٣).

وقيل: الوكيلُ الحارثُ بنُ هشام.

وجوز ابن دقيق العيد رفعَ الوكيل ونصبَه، فإن رفعَ، كان الوكيل هو الذي أرسل رسوله إليها، وإن نصب، كان الوكيل هو الذي جاء إليها رسولًا (٤) (بشعيرٍ) متعلق بأرسل.

وفي رواية لمسلم عن فاطمة بنت قيس - رضي الله عنها - قالت: أرسل


(١) انظر: "شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (٤/ ٥٤ - ٥٥).
(٢) رواه البخاري (٩٦١)، كتاب: الوتر، باب: دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اجعلها عليهم سنين كسني يوسف"، من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.
(٣) وانظر ترجمته في: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (٤/ ١٢٩)، و"الاستيعاب" لابن عبد البر (٣/ ١٢٣٠)، و"الإصابة في تمييز الصحابة" لابن حجر (٤/ ٧٥٠).
(٤) انظر: "شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (٤/ ٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>