للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: هذا ينافي كون هلال بن أمية أولَ من لاعن جزمًا كما يظهر بمزيد التأمل، والله أعلم.

(وانتفى) الملاعنُ (من ولدها)، وفي لفظ: فانتفى -بالفاء- (١)، قال الطيبي: الفاء سببية؛ أي: الملاعنة سبب الانتفاء، فإن أراد أن الملاعنة سبب ثبوت الانتفاء، فجيد، وإن أراد أن الملاعنة سبب وجود الانتفاء، فليس كذلك، فإنه إن لم يتعرض لنفي الولد في الملاعنة، لم ينتفِ.

واستدل بهذا الحديث على مشروعية اللعان لنفي الولد (٢)، وهذا معتمد المذهب.

وفي رواية مرجوحة في مذهب الإمام أحمد: ينتفي الولد بمجرد اللعان، ولو لم يتعرض الرجل لذكره في اللعان، واختاره أبو بكر

عبد العزيز غلام الخلال (٣).

ومعتمد المذهب: اعتبار ذكر نفي الولد صريحًا بأن يقول: أشهد بالله لقد زنت، وما هذا ولدي، وتعكس هي، أو تضمنًا، كقولِ مدَّعٍ زناها في طهرٍ لم يصيبها فيه، وأنه اعتزلها حتى ولدت: أشهد بالله إني لمن الصادقين فيما ادعيت به عليها، أو فيما رميتها به من الزنا، فإن لم يذكره، لم ينتف إلا أن يعيد اللعان بذكر نفيه (٤)، وهكذا مذهب الشافعي، ومعتمد مذهب


(١) تقدم تخريجه عند البخاري برقم (٤٤٧١، ٥٠٠٩).
(٢) انظر: "فتح الباري" لابن حجر (٩/ ٤٦٠).
(٣) ووجه هذه الرواية: أنه سكت عن نفي ولد في نسب متحقق مع القدرة على نفيه في مجلسه، فلم يكن له نفيه. انظر: "التمام لما صح في الروايتين والثلاث والأربع عن الإمام" لابن أبي يعلى (٢/ ١٨٠).
(٤) انظر: "الإقناع" للحجاوي (٣/ ٦٠٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>