للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خويلد بن عمرو العدوي (١)، والشيخان عن ابن عباس (٢)، والإمامُ أحمد، وابنُ منيع بسندٍ صحيح، والبيهقي عن ابن عمر (٣)، وابنُ أبي شيبة، والشيخان عن أبي هريرة (٤) - رضي الله عنهم -، قالوا: لما كان الغد من يوم الفتح، عدت خزاعةُ على رجل من هذيل، فقتلوه وهو مشرك، (فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) في الناس خطيبًا بعد الظهر، فأسند ظهره إلى الكعبة.

وعند ابن أبي شيبة من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: أنه - صلى الله عليه وسلم - ركب راحلته، فحمد الله، وأثنى عليه (٥)، وقال: "يا أيها الناس! إن الله -تعالى- حرم مكة يوم خلق السموات والأرض، ويوم خلق الشمس والقمر، ووضع هذين الجبلين، ولم يحرمهما الناس، فهي حرام إلى يوم القيامة".

قال في "الهدي" وغيره: وكان - صلى الله عليه وسلم - قد حكم لخزاعة أن يبذلوا سيوفهم في بني بكر إلى صلاة العصر من يوم الفتح (٦) (فقال) -عليه الصلاة والسلام-: (إن الله -عز وجل- قد حبس عن مكة) المشرفة (الفيلَ) الذي كان مع أبرهة عامل النجاشي على اليمن؛ لأن أبرهة لما رأى الناس يتجهزون أيام الموسم إلى مكة لحج بيت الله، بنى كنيسة عظيمة بصنعاء، وكتب إلى النجاشي: إني قد بنيت لك بصنعاء كنيسة لم يُبن لملك مثلُها، ولست منتهيًا حتى أصرف إليها حجَّ العرب، فسمع به رجل من بني


(١) تقدم تخريجه.
(٢) تقدم تخريجه.
(٣) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٢/ ٢٣٨)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٨/ ٥٢)، لكن من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.
(٤) رواه ابن أبي شبية في "المصنف" (٧/ ٣٢٦). وتقدم تخريجه عند الشيخين.
(٥) تقدم تخريجه آنفًا.
(٦) انظر: "زاد المعاد" لابن القيم (٥/ ٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>