للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا عالم أو أمير على أميّ أو مأمور، وهذا متفق عليه بين المسلمين، بخلاف ما كان عليه الجاهلية وحكام اليهود، فإن بني النضير كانت تتفضل على قريظة في الدماء، فتحاكموا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ذلك، وفي حد الزنا، فأنزل الله -تعالى-: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ} [المائدة: ٤١] الآيات (١).

(فقام رجل) لما سمع خطبة النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - (من أهل اليمن يقال له)؛ أي: لذلك الرجل الذي قام: (أبو شاه) -بالهاء- في الوقف والدرج، ولا يقال -بالتاء-، خلافًا لما قاله ابن دحية، ونقل عن الحافظ الدمياطي أنه -بالتاء مفتوحة-.

قال النووي: لاخلاف أنه بالهاء في آخره (٢)، فلا يغتر بكثرة من يُصَحِّفه ممن لا يأخذ العلم على وجهه ومن مَظانِّه (٣)، ومثله شاه الكرماني الصوفي الزاهد، هو -بالهاء- في الوقف والدرج.

قال البرماوي: وأبو شاه هذا لا يعرف اسمُه، ولا يعرف له غيرُ هذه القصة (٤).

(فقال) أبو شاه للنبي - صلى الله عليه وسلم -: (يا رسولَ الله! اكتبوا لي)؛ أي: ما قُلْتَه في هذه الخطبة من الحكم في حرمة مكة والحرم، ومن حكم الدماء، (فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: اكتبوا لأبي شاه) ما طلبه، (ثم قام العباس) - رضي الله عنه -


(١) انظر: "السياسة الشرعية" لشيخ الإسلام ابن تيمية (ص: ١٢٣ - ١٢٤).
(٢) انظر: "شرح مسلم" للنووي (٩/ ١٢٩).
(٣) انظر: "عمدة القاري" للعينى (٢/ ١٦٦).
(٤) وانظر: "الاستيعاب" لابن عبد البر (٤/ ١٦٨٧)، و"الإصابة في تمييز الصحابة" لابن حجر (٧/ ٢٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>