للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لصوتُ أبي طلحةَ في الجيشِ خيرٌ من فِئَةٍ" (١)

وقد غزا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى مات، ومع الصدِّيق حتى مات، ومع عمر حتى مات، فقال له أنس: دعنا ننفرْ عنك، فقال: قد قال الله - تعالى-: {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا} [التوبة: ٤١]، لا أرى رَبَّنا إلا استنفرنا شبابًا وشيوخًا، يا بني! جهزوني، فغزا البحر، فمات في البحر، فلم يجدوا له جزيرة يدفنوه فيها إلا بعد سبعة أيام، فدفنوه فيها وهو لم يتغير؛ رواه البيهقي بسندٍ صحيح (٢).

وقيل: مات بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين، وقيل: أربعين، وله سبعون سنة، وصلى عليه عثمان بن عفان - رضي الله عنه -.

وقال أبو زرعة الدمشقي: عاش أبو طلحة بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربعين سنة، وكان يسرد الصوم، وهذا مخالف لقول الجمهور.

روي له عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -كما قال ابن الجوزي - خمسةٌ وعشرون حديثًا؛ اتفقا على حديثين، وانفرد البخاري بحديثٍ، ومسلم بآخر (٣).


(١) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٣/ ١١١)، وأبو يعلى في "مسنده" (٣٩٨٣)، والحاكم في "المستدرك" (٥٥٥٤)، وغيرهم، عن أنس - رضي الله عنه -.
(٢) رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (٩/ ٢١)، ورواه أبو يعلى في "مسنده" (٣٤١٣)، وابن حبان في "صحيحه" (٧١٨٤)، والحاكم في "المستدرك" (٥٥٠٨)، وغيرهم.
(٣) وانظر ترجمته في: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (٣/ ٥٥٤)، و"التاريخ الكبير" للبخاري (٣/ ٣٨١)، و"الثقات" لابن حبان (٣/ ١٣٧)، و"الاستيعاب" لابن عبد البر (٢/ ٥٥٣)، و"تاريخ دمشق" لابن عساكر (١٩/ ٣٩١)، و"أسد الغابة" لابن الأثير (٢/ ٣٦١)، و"تهذيب الكمال" للمزي (١٠/ ٧٥)، و"سير أعلام =

<<  <  ج: ص:  >  >>