للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ورواه الإمام أحمد، من حديث أبي أمامة بإسناد حسن (١).

فالأمانة أعلى من الضَّمان، والمغفرةُ أعلى من الإرشاد، وإنَّما لم يتولَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وخلفاؤه من بعدِه الأذانَ؛ لضيق وقتهم عنه (٢).

قال شيخ الإسلام في "الاختيارات": الأذانُ والإقامةُ أفضلُ من الإمامة، في أصح الروايتين عن الإمام أحمد، واختيار أكثر الأصحاب.

وأما إمامته - صلى الله عليه وسلم - وإمامةُ الخلفاء الراشدين، فكانت متعيِّنة عليهم، فإنها وظيفةُ الإمام الأعظم، ولم يمكن الجمع بينها وبين الأذان، فصارت الإمامةُ في حقِّهم أفضلَ من الأذان؛ لخصوص أحوالهم، وإن كان لأكثر الناس الأذانُ أفضلُ (٣).

ولا يُكره الجمع بينهما، وما في البيهقي من حديث جابر مرفوعًا في النهي عن ذلك ضعيف (٤).

وصح عن عمر: لو أُطيقُ الأذانَ مع الخلافة لأَذَّنْتُ، رواه سعيد بن منصور، وغيره (٥).


(١) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٥/ ٢٦٥)، والطبراني في "المعجم الكبير" (٨٠٩٧)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (١/ ٤٣٢)، بلفظ: "الإمام ضامن، والمؤذن مؤتمن".
(٢) انظر: "المغني" لابن قدامهَ (١/ ٢٤٢).
(٣) وانظر: "الفتاوى الكبرى" لشيخ الإسلام ابن تيمية (٤/ ٤٠٥ - ٤٠٦).
(٤) رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (١/ ٤٣٣) وقال: هذا حديث إسناده ضعيف بمرة، إسماعيل بن عمرو بن نجيح أبو إسحاق الكوفي حدث بأحاديث لم يتابع عليها، وجعفر بن زياد ضعيف. ورواه أيضاً: ابن حبان في "المجروحين" (٣/ ١٧)، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (١/ ٣٩٨).
(٥) ورواه عبد الرازق في "المصنف" (١٨٦٩)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (٢٣٣٤)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" (٣/ ٢٩٠)، والبيهقي في "السنن =

<<  <  ج: ص:  >  >>