فإنَّ الله تعالى يتوب على مَن تاب ويغفر الذُّنوب جميعاً.
ونراها أقلعت عن سابق عهدها، وعادت إلى الفضيلة، وهذا من نعمة الله تعالى عليها، فسبحان القائل: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (٧) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (٨)} [الشَّمس]، وهكذا يتجلَّى العنصر الإنساني في القصَّة بوضوح.
آخِرُ كلمة قالتها امرأةُ العزيز
آخرُ كلمة تكلَّم بها عزيز مصر هي قوله لامرأته: {وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ (٢٩)}، وآخر كلمة تكلَّمت بها امرأته قولها {إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (٥٣)}؛ إيذاناً بطمعها فيهما.
العَارُ خَالِدٌ
كانت امرأةُ العزيز بما فعلت سابقاً قد سوَّدت صفحات أعمالها وكتبت بالسَّوادِ ذكريات أيامها الخالدة، لكنَّها عادت وتابت لتسجِّلَ صفحةً مشرقةً مضيئةً في حياتها.
ومع هذا؛ فالعار دائم، والسُّبةُ خالدة، والقرآن يقصُّ علينا هذه الحادثة ليعتبرَ بذلك المعتبرون والمعتبرات، فيأخذوا حذرهم، ولكن؛ ما أكثر العبر! وما أقلَّ المعتبرين!
طَلَبُ الملك ليُوسُفَ ثانية
لمَّا تحقَّق الملكُ من براءة يُوسُفَ، ووقف على صحَّة عفَّتِه، وعرف علمه، وعلم صبره؛ ازداد شعوراً بالانعطاف إليه، فقال:{ائْتُونِي بِهِ ... أَسْتَخْلِصْهُ ... لِنَفْسِي} أي ائتوني بيُوسُفَ سراعاً أجعله من خاصَّتي وأهل مشورتي.
فَآبَ الرَّسولُ إلى يُوسُفَ، وأنبأه بما كان من أمر براءته، وأنَّ الملك يكرِّرُ طلبَه