للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يُسْتَرقى مِنَ العين" (١). وعن أمِّ سَلَمَةَ ـ رضي الله عنها ـ: أنَّ النَّبِيَّ ـ - صلى الله عليه وسلم - ـ رأى في بيتها جاريةً في وجهها سَفْعَةٌ (٢)، فقال: " استرقوا لها فإنَّ بها النَّظْرَةَ (٣) " (٤)

وعَنْ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ الزُّرَقِيِّ أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ، قَالَتْ: " يَا رَسُولَ الله، إِنَّ وَلَدَ جَعْفَرٍ تُسْرِعُ إِلَيْهِمْ الْعَيْنُ أَفَأَسْتَرْقِي لَهُمْ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابَقَ الْقَدَرَ لَسَبَقَتْهُ الْعَيْنُ" (٥) ومن ذلك نفهم مشروعيَّة الرُّقية من العَيْن.

عَاداتُ الأُمَم في دَفْعِ إصَابة العَين

اختلفت عاداتُ الأمم في دفع إِصابة العَيْن والحسد، فمن النِّساء من تُسلِّح طفلها بخرزة زرقاء، ومن النِّساء من تعلِّق فوق مهده أو باب غرفته نعلاً صغيراً، ومن النِّساء من تعلِّق على صدره قطعة نقود، ومن النِّساء من تصنع له حجاباً أو حرزاً فيه بعض الطَّلسمات، أو تضع في غرفته منظراً على شكل كفِّ اليَد وقد رُسِمَت في وسطه عينُ إنسان ... وكلُّ هذه خزعبلات وخرافات وبدع وضلالات ما أنزل الله تعالى بها من سلطان.

وهناك من يقوم بالنَّقر على الخشب لدفع إصابة العين، ومن النَّاس من يبخِّر البَخُور، ومن النَّاس مَنْ إذا خَافَ السِّحر أو الحسد سقاه أهله ماء في إِنَاءٍ من نحاس يُعْرَف عند العوامِّ باسم (طاسة الرَّعبة) وقد حُفِرَ على هذا الإناء بعض الطَّلاسم والصُّور والآيات والكلمات المقلوبة، وهذا كلُّه ليس من الدِّين في شيء.


(١) البخاري " صحيح البخاري" (م ٤/ ج ٧ /ص ٢٣) كتاب الطِّب
(٢) أي صُفرة وشحوب في الوجه.
(٣) اختُلِفَ في المراد بالنَّظرة، فقيل: " عين من نظر الجنِّ، وقيل: من الإنس " والحاصل العين عينان، عين إنسيَّة، وعين جنيَّة والنَّبِيُّ ـ - صلى الله عليه وسلم - ـ أَذِنَ في الاسترقاء من العين.
(٤) البخاري " صحيح البخاري" (م ٤/ ج ٧ /ص ٢٣) كتاب الطِّب.
(٥) التّرمذي "الجامع الصّحيح وهو سنن التّرمذيّ" (ص ٥٩٩/رقم ٢٠٦٤)، وقَالَ أَبُو عِيسَى: وَفِي الْبَاب عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ وَبُرَيْدَةَ وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.

<<  <   >  >>