الصَّغار مع الغريب من تلك العظمة مع أبيهم وأخيهم يوم قالوا: {إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (٨) اقْتُلُوا ... يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا}، ويوم قالوا:{إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ}، ويوم قالوا: {تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ (٨٥)}، حتَّى مَن حضر مجلس يعقوب ـ - عليه السلام - ـ من قرابته سيأتي لهم أن يقولوا: {تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ (٩٥)}.
الفرق بين {الْمُتَصَدِّقِينَ} و {الْمُصَّدِّقِينَ}
وردت في القرآن الكريم كلمات مبدلة مرَة، وغير مبدلة مرَّة أخرى، وذلك نحو قوله تعالى: {إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ ... (١٨)} [الحديد] بتشديد الصَّاد المبدلة، وقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ (٨٨)} [يوسف] بتخفيف الصَّاد. وهناك فرق بين المبدل وغير المبدل في الاستعمال القرآني، فكلمة المصَّدِّقين فيها تضعيفان للمبالغة، بينما كلمة المتصدِّقين فيها تضعيف واحد.
والمصَّدِّق بتشديد الصَّاد أصله المتصدِّق: قُلِبت التَّاء صاداً فأُدغِمت في الصَّاد فَشُدِّدت، أي أنَّ الصَّاد الأولى السَّاكنة بسبب إدغامها في مثلها مبدلة عن التَّاء. والمصَّدِّق والمتصدِّق كلاهما بمعنى المعطي، غير أنَّ (المصَّدِّق) بتضعيف الصَّاد، هو الَّذي يُعطي الصَّدقة ويبالغ فيها، أمَّا (المتصَدِّق) بتخفيف الصَّاد فهو المعطي فحسب.
ولذلك قال الله تعالى في ـ سورة الحديد ـ: {إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ (١٨)} [الحديد] بالإبدال والإدغام لإفادة أنَّ الله تعالى يُضاعف للمبالغين في الصَّدقات. وقد ناسب ذكر المبالغة في الصَّدقة في سُورة الحديد؛ لأنَّه ذُكِرَ فيها الإنفاق والنَّهي عن البخل غير مرَّة، فمن