{نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (٥٦)} كيُوسُفَ، فهو خَلِيقٌ بالأجْرِ والثَّوابِ لأنَّه كان محسناً، والمستقبل نتيجة الماضي، فرحمتنا ثمرة إحسانه السَّابق، و {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ (٦٠)} [الرَّحمن]
وفي قوله تعالى: {وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (٥٦)} تنبيه إلى أنَّ المحسنينَ لا يفوتهم جزاء إحسانهم، فمَن يؤمن بالله تعالى ويعمل الصَّالحات، ويغرس في مغارس الخير؛ فإن الله تعالى لا يضيع أجْرَ من أحسن عملاً.
وهكذا أُسْدِل السِّتارُ على قصَّة امتحان يُوسُفَ بالشِّدَّة بتولّيه خزائن أرض مصر، ويكون بذلك قد انتقل من الاختبار بالبلاء إلى الاختبار بالرَّخاء.
وقد اخْتُبِرَ ـ - عليه السلام - ـ بالشَّر ليظْهر الصَّبْر، وبالخير ليتَبَيَّن الشُّكر.
تَعَلَّمْ عَدَم الحسد
نتعلم عدم الحسد لمَّا نَعْلَم أنَّه يوجد في التَّاريخ مَنْ كان عبداً اشتري بالمال، ثمَّ دخل السِّجن أعواماً، ثم ترقَّى بعد ذلك إلى أرفع الدَّرجات، وصار في أحسن الأحوال: