للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

القِسْمُ السَّادس

الخاتمة

ساعة اللِّقاء

وتلبية لدعوة يُوسُفَ سَارَت الأسْرَةُ عن آخرها من فلسطينَ لمصْرَ، وكانت هذه السَّفرة الرَّابعة لمصْرَ، ولكن هذه السَّفرة كان في طليعتها نبيُّ الله تعالى يعقوب ـ - عليه السلام - ـ.

ولمَّا وصلت القافلةُ بهم كان يُوسُفُ في استقبالهم، {فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ} أي ضمَّهما إليه واعتنقهما، {وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ} أطلق الكلّ وهو لفظة {مِصْرَ} وأراد الجزء، فهو مجاز مرسل، وعلاقته الكليَّة {إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ (٩٩)} من القحط، والمكاره كلِّها.

أمَّا هل هي أمُّه التي آواها إليه أم خالته؟ فالله تعالى أعلم، فبكلٍّ قال بعضُ المفسِّرين.

أمَّا ساعة اللِّقاء، فما أجملَها وأسعدَها وأهنأَها وأعذبَها من سَاعة! ساعة لا يقف أمامَها متحدِّثٌ، ولا ينالها قَلَمُ أديب.

الاشتراك في الدُّخول والانفراد في الإيواء

قوله تعالى: {فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ} يظهر أنَّهم اشتركوا في الدُّخول لكنَّهم تباينوا في الإيواء؛ فالآية أظهرت لنا مشهدين: مشهد دخول يَعْقُوب ـ - عليه السلام - ـ وبنيه أرض مصر، ومشهد إيواء يُوسُفَ وضمِّه لأبويه فقط.

ونفهم من ذلك ما ينبغي للأبوين من إكرام وتقدير، وتقريب وتقديم، كما قال تعالى: {وَبِالْوَالِدَيْنِ ... إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى ... (٣٦)} [النِّساء].

<<  <   >  >>