للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله تعالى: {قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (٩٠)}

وقوله تعالى: {فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ ... أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (٩٦)}

وقوله تعالى: {فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ (٩٩)}

وقوله تعالى: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (١١٠)}.

فمن كان ذو عسرٍ أو عسرةٍ فليصبر ولينتظر الفرج {سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا (٧)} [الطَّلاق] وكم من آية تدعو إلى الصَّبر وتبشِّر بحسن مآله، وكم من رزيَّةٍ أجهد الحزن صاحبها، أو بليَّة كدَّ الهمُّ رفيقها، فأعقب الصَّبر عليها انكشافُها والرَّاحة منها، فما من مؤمن صبر على صروف الدَّهر وتماسك في نكباته إلَّا كان الفرج منه وشيكاً، ولله القائل:

يُرَاعُ الْفَتَى لِلْخَطْبِ تَبْدُو صُدُورُهُ ... فَيَأْسَى وَفِي عُقْبَاهُ يَأْتِي سُرُورُهُ

أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّيْلَ لمَّا تَرَاكَمَتْ ... دُجَاهُ بَدَا وَجْهُ الصَّبَاحِ وَنُورُهُ

فَلَا تَصْحَبَنَّ الْيَأْسَ إنْ كُنْتَ عَالِمًا ... لَبِيبًا فَإِنَّ الدَّهْرَ شَتَّى أُمُورُهُ

حسن المقطع في سُورة يُوسُفَ

المراد بحسن المقطع أن يُختم الكلام بكلام حسن السَّبك، حسن الحَبْك، غزير المعنى، بعيد المغزى، بديع المرمى؛ لأنَّه آخر ما يقرع السَّمع، وآخر ما يقع عليه البصر، وآخر ما يبقى في الذِّهن، ولذلك تجد خواتم السُّور فيها من الحلاوة

<<  <   >  >>