وهذه الدَّعوى مردودة من وجوه، حسبنا منها ما ذكرنا، ولعلَّ من أَثَارَها يخاف من هذا الدُّعاء الَّذي دعا يُوسُفُ به ربَّه:{تَوَفَّنِي مُسْلِمًا} فلم يدع الله أن ينْسَأ له في أثره، أو أن يمُدَّ له في عمره، أو أن يؤخَّر له في أجله ... وإنَّما {تَوَفَّنِي مُسْلِمًا ... (١٠١)}.
اُخْتُلِفَ فِيهِمْ، فَقِيلَ: كَانُوا أَنْبِيَاءَ، بدليل قوله تعالى: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ ... (١٦٣)} [النّساء] وقيل لَمْ يَكُنْ فِيهِمْ نَبِيٌّ، وَإِنَّمَا المراد بالأسباط قَبَائِلُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وما كان فيهم مِن الأنبياء، وهو الَّذي قوَّاه ابن كثير في "تاريخه"(١) ورجح عندي؛ فأفعالهم وأقوالهم تشهد بعدم نبوَّتهم، ولا يلزم أن يكونَ أولادُ الأنبياءِ أنبياء، والله أعلم، فالمسألة لا تخلو من خِلافٍ، ورحِم الله العلماءَ الأُوَل، فقد تهيَّب كثيرٌ منهم تفسير القرآن حذراً أن يزلُّوا، فيذهبوا عن المراد، وإن كانوا علماء فقهاء أجلَّاء.