للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال تعالى: {ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ (٣٥)} أي إلى مدَّةٍ من الزَّمن غير معلومة، وذلك حتَّى يتستَّر العزيزُ على امرأته، وينفي التُّهمة عنها، ويحفظ سمعتها، ويفرِّق بينها وبين يوسف.

وهكذا تقرَّر سجنُ يُوسُفَ بقرار جائر؛ بالقوَّة لا بالحق، وبلا إقامة دعوى ولا سَابِق جُرْم.

إِعْرَابُ {لَيَسْجُنُنَّهُ} (لَ يَ سْ جُ نُ وْ نَ نْ نَ هُ)

أصلُ هذا الفعل (يَسْجُنُونَ، نَّ) فاجتمعت ثلاثُ نونات: نون الفعل الَّتي هي علامة الإعراب في الأفعال الخمسة، ونون التَّوكيد الثَّقِيلة التي هي نونان، فحذفت نون الفعل للتَّخفيف، فالتقى ساكنان: واو الجماعة، والنون الأولى من نون التَّوكيد، فحذفت الواو لدلالة الضمَّة السَّابقة عليها، فصار (يَسْجُنُنَّ).

ونقول في إعرابه {لَيَسْجُنُنَّهُ}:

(اللام): الموطِّئة للقسم.

و (يَسْجُنُنَّه): فعل مضارع مرفوع بثبوت النون المحذوفة لالتقاء الأمثال (اجتماع ثلاث نونات).

و (واو الجماعة المحذوفة للالتقاء الساكنين): فاعل مبني على السكون في محل رفع.

و (النون): حرف توكيد مبنيٌ على الفتح لا محلَّ له من الإعراب.

و (الهاء): ضمير الغائب، ضمير متَّصل مبنيٌ على الضمِّ في محلِّ نصب مفعول به.

<<  <   >  >>