فمن وقاه الله من شرِّ لسانه وفرجه، فقد وقي شرّ الشُّرور، وكان النَّبِيُّ ـ - صلى الله عليه وسلم - ـ ضامناً له على الله أن يدخله الجنَّة، ومن خاف مقام ربِّه، وزجر نفسه عن الهوى، كان حقّاً على الله أن يدخله الجنَّة.
العَزِيزُ يخَطِّئ زَوْجَته
وَبَعْدَما تَبَيَّن لِلْعَزِيز الخيط الأبيض من الخيط الأَسْوَد، وَلَم يَعُد هُنَاك مَجَال لِلشكِّ فِي بَرَاءَة يُوسُف وَكذْب امْرَأَتِه، قَال لها ـ وَالْأَسَى يَمْلَأُ القلب ـ: {إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (٢٨)} ثُمَّ تَوجَّه بالخطاب إِلَى يُوسُفَ، وَقَالَ له ـ بِلِسَان الرَّجَاء والالْتِمَاس ـ:{يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا} الْأَمر وَاكْتُمه وَلَا تَذْكُرْه سَتْراً عَلَيْنَا! ويؤخذ من ذلك استحباب السَّتر على المسيء وكراهة إشاعة الذُّنوب بين النّاس.