التَّعريض ضدّ التَّصريح، وهو ما أُلْغِز من كلام، وصُرِفَ عن ظاهره، وسِيقَ لأجل موصوف غير مذكور للتَّلويح به.
ومن أمثلة التَّعريض في سورة يُوسُفَ، قول الله تعالى: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ ... (٣)} وقوله تعالى: {مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى ... (١١١)} فذكر الله تعالى أنَّه أَحْسَنُ القَصَصِ، ونفى عنه الافتراءَ؛ تعريضاً بقصص أهل الكتاب الَّتي اشتملت على قصص لا تفرِّق فيها بين الغَثِّ والسَّمين، ولا تعرف منها الشّمال من اليمين.
ومن التَّعريض: {قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (٢٥)} فقد كَبُرَ على امرأة العزيز أن ترمي يُوسُفَ بهذا الكذب صراحة وهي تعلم طهارته ونزاهته وعفَّته، فاكتفت بالتَّعريض، وفي خفيِّ التَّعريض ما يغني عن شنيع التَّصريح كما يقولون.