مصر، فعلى إتيانكم بأخيكم يتوقف كيلي لكم، بل دخولكم مصر، فتصريح الدُّخول هو أخوكم وإلّا أُرْجِعتم.
ولا يغيب ذلك الارتباط الوثيق في القصَّة بين مصر وفلسطين، فقد جرت أحداثها بين البلدين، وكانت مصر ظهراً لفلسطين في ضائقتها، وملجأ لأهلها، وعوناً لهم في الأزمة، وسنداً لهم في الشِّدَّة.
وعلى هذا؛ فإن قال قائل: كيف يمنُّ يُوسُفُ على إخوته بما جاد به عليهم؟
فالجواب أنَّ يُوسُفَ لم يقصد الفخرَ والإعجابَ والمنَّ، ولكنَّه أراد ترغيبَهم في العودةِ ثانية مع أخيهم من أبيهم، ولعلَّ ما يؤكِّد ذلك أنَّه أتبع الإغراء بالتَّحذير، فهذه الآية والَّتي بعدها، يمثلان بابيّ الإغراء والتَّحذير، اللَّذين يذكران في علم العربيَّة، وغرضه الاستحواذ على شقيقه فقط.
وَعْدٌ وموافقةٌ
{قَالُوا} لِيُوسُفَ بلسان الوعْدِ والموافقة: {سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ} ونحتالُ بكلِّ حيلةٍ لإقناع أبينا بإرساله معنا المرَّة الثَّانية، ولسوف نجتهد ولا ندَّخر جهداً، {وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ (٦١)} إنْ شَاءَ اللهُ تعالى، فنحنُ نبدأ وعلى الله تعالى التَّمام، وعلى هذا نفترق، والتَّوفيق من الرَّحمن.