وصدق ربِّي ـ تبارك وتعالى ـ القائل: {وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (١٠٥)} [الأنعام]
تعيُّن الدَّعوة إلى الله على بَصِيرَة على كُلِّ مُؤْمِن
ثمَّ قال تعالى:{وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ} تسلية للنَّبِيِّ ـ - صلى الله عليه وسلم - ـ والمراد أهل مكَّة {وَلَوْ حَرَصْتَ} على هدايتهم وإيمانهم {بِمُؤْمِنِينَ (١٠٣)}.
{وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ} أي على القرآن وتبليغه {مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ} عِظَة وتذكرة {لِلْعَالَمِينَ (١٠٤)} كافَّة، لا يختصُّ بهم {وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} من الآيات الظَّاهرة والبراهين الباهرة تشهد على أنَّ الله واحد {يَمُرُّونَ عَلَيْهَا} باللَّيل والنَّهار والعشيّ والإبكار {وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ (١٠٥)} لا يعتبرون بها، فلا عجب من إعراضهم عنك يا رسُولَ الله!
{وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ (١٠٦)} به ـ سبحانه ـ شِرْكاً جليّاً أو خفيّاً {أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ} عُقوبة مُجَلِّلة تَعُمُّهم {أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً} فجأة {وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (١٠٧)} بقيامها.