للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يشفيكَ، باسم الله أرقيك" (١).

وروى مسلم عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ ـ - صلى الله عليه وسلم - ـ أَنَّهَا قَالَتْ: " كَانَ إِذَا اشْتَكَى رَسُولُ الله ـ - صلى الله عليه وسلم - ـ رَقَاهُ جِبْرِيلُ، قَالَ: بِاسْمِ الله يُبْرِيكَ، وَمِنْ كُلِّ دَاءٍ يَشْفِيكَ، وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ، وَشَرِّ كُلِّ ذِي عَيْنٍ " (٢)

وممَّا ينفعُ بعد استحكام النَّظر أَمْرُ العائِن (المُصِيب بالعين) بالاغتسال عند طلب المعْيُون (المُصاب بالعين) منه ذلك؛ لما رواه الإمام مسلم عن ابن عباس عن النَّبِيِّ ـ - صلى الله عليه وسلم - ـ، قال: " الْعَيْنُ حَقٌّ، وَلَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابَقَ القَدَرَ سَبَقَتْهُ العَيْنُ، وَإِذَا اسْتُغْسِلْتُمْ فَاغْسِلُوا " (٣).

وصفةُ الغسل أن يُؤمَرَ العائِنُ بغسل: وجهه، ويديه، ومرفقيه، وركبتيه، وأطراف رجليه، وداخلة إزاره (طرف إزاره الدَّاخل الَّذي يلي جسده من الجانب الأيمن) في قَدَح، ثمَّ يُصَبَّ ذلك الماء على رأس المَعِين (المحسود) وظهره من خلفه بغتة، ثمَّ يُكْفَأ القدح.

قال ابن قيم الجوزية: "وهذا ممَّا لا يناله علاج الأطباء، ولا ينتفع به مَنْ أنكره، أو سخر منه، أو شكَّ فيه، أو فعله مجرِّباً: لا يعتقدُ أنَّ ذلك ينفعه " (٤).

وصفة الاغتسال وقعت في حديث سهل بن حنيف، أخرج أحمد بسند صحيح، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ:

" أَنَّ رَسُولَ الله ـ - صلى الله عليه وسلم - ـ خَرَجَ وَسَارُوا مَعَهُ نَحْوَ مَكَّةَ حَتَّى إِذَا كَانُوا بِشِعْبِ الْخَزَّارِ مِنْ الْجُحْفَةِ اغْتَسَلَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ ـ وَكَانَ رَجُلًا أَبْيَضَ حَسَنَ الْجِسْمِ وَالْجِلْدِ ـ،


(١) مسلم " صحيح مسلم بشرح النَّووي " (م ٧ /ج ١٤/ص ١٧٠) كتاب السَّلام.
(٢) المرجع السَّابق.
(٣) المرجع السَّابق.
(٤) ابن قيم الجوزيَّة " الطِّب النَّبوي " ص ١٣٤.

<<  <   >  >>