ـ - عليه السلام - ـ، منها مبدأ الشُّورى، ومبدأ العدل، وأُسُسُ التَّقاضي، فعزيز مِصْر يخطِّئ زوجته، ويحكم بما أمْلَتْه العدالة وأصول التَّقاضي على زوجته، فيقول: {إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ ... (٢٨)} [يوسف].
وقد ضمَّن الكَاتِبُ بين دفَّتي كتابه من اللّطائف القرآنيَّة، واللَّمسات البيانيَّة ما لا يتَّسع المقام لذكرها، وحسبي أن أشَرتُ لبعضِها.
وقد انشَرحَ صدري على معنى قوله تعالى: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ ... (٢٤)} [يوسف] حيثُ وضَّح ببيان اللُّغة نفي ما توهَّمه بعضهم ممَّا لا يليق بالأنبياء من أنَّ يُوسُفَ ـ - عليه السلام - ـ همَّ بالوقوع في الجريمة لولا أن رأى برهان ربِّه.
لقد وَقَفَ الكاتبُ وقْفَةَ تأمِّلٍ بعد ذكره المحن الَّتي مرَّ بها يُوسُفُ ـ - عليه السلام - ـ، ومرَّ بمثلها وأكثر منها سيِّدُ الأنام محمَّد ـ - صلى الله عليه وسلم - ـ فيما يؤولُ إليه أمرُ الصَّابرين الصَّادقين من الفوز والنَّجاح، وتحقيق الأهداف، جميلٌ هذا الرَّبط بين قصَّة يُوسُفَ ـ - عليه السلام - ـ ومناسبة نزولها، وبديع ذلك البيان لمكانة سُورة يُوسُفَ بين أخواتها في القرآن.
أسألُ اللهَ تعالى أن ينفعَ به، وأن يجزيه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء وأبرَّه وأوفاه، وأن يتغمَّدني اللهُ تعالى بعفوه ومغفرته وكرمه والمسلمين، وصلَّى الله على سيِّدنا محمَّدٍ وعلى سائر الأنبياء والمرسلين، والحمد لله ربِّ العالمين.