للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومذهب الشافعية (١)، ومذهب الحنابلة في اختاري (٢)، ورواية عندهم في أمرك بيدك (٣) واختاره ابن القيم (٤).

الدليل الأول: قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا﴾.

وجه الاستدلال: لو اخترن أنفسهن كان طلاقًا ويكون رجعيًا فحاشا النبي أن يخالف أمر ربه فيطلق أكثر من طلقة (٥).

الرد: تقدم.

الدليل الثاني: عن عائشة قالت: خَيَّرَنَا رَسُولُ اللَّهِ فَاخْتَرْنَاهُ فَلَمْ يَعُدَّهُ طَلَاقًا «

وجه الاستدلال: كالذي قبله.

الرد: تقدم.

الدليل الثالث: عن مسروق قال: جاء رجل إلى عمر فقال: إنَّي جعلت أمر امرأتي بيدها، فطلقت نفسها ثلاثًا، فقال عمر لعبد الله : ما ترى؟ قال: «أَرَاهَا وَاحِدَةً، وَهُوَ أَحَقُّ بِهَا» قال عمر : «وَأَنَا أَرَى ذَلِكَ» (٦).


(١) انظر: الأوسط (٩/ ٢١٥)، والحاوي (١٠/ ١٧٤)، ونهاية المطلب (١٤/ ٨٦)، والعزيز (٨/ ٥٤٦).
(٢) انظر: المغني (٨/ ٢٨٩)، وشرح الزركشي على الخرقي (٢/ ٤٧٣)، والمبدع (٧/ ٢٨٦)، والإنصاف (٨/ ٤٩٢)، وشرح منتهى الإرادات (٣/ ٥٥٧).
(٣) انظر: المغني (٨/ ٢٨٩٢٩٠)، وشرح الزركشي على الخرقي (٢/ ٤٧٣)، والفروع (٥/ ٣٩٢)، والإنصاف (٨/ ٤٩٢).
* تنبيه: هذا إذا لم تنو أكثر من واحدة وإلا لها ما نوت.
(٤) انظر: إعلام الموقعين (١/ ٢١٦).
(٥) انظر: الأوسط (٩/ ٢٠٨).
(٦) رواه سعيد بن منصور (١٦١٣) (١/ ٤١٨)، وابن أبي شيبة (٥/ ٥٥) قالا: نا أبو معاوية، قال: نا الأعمش، عن إبراهيم، عن مسروق. ورواه عبد الرزاق (١١٩١٥) عن الثوري، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق قال فذكره إسناده صحيح. أبو معاوية هو محمد بن خازم وإبراهيم هو النخعي.
ورواه ابن أبي شيبة (٥/ ٥٧) حدثنا ابن عيينة، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله ؛ أنَّ رجلًا جعل أمر امرأته بيدها، فطلقت نفسها ثلاثًا، قال: «هِيَ وَاحِدَةٌ»، ثم لقي عمر فقال: «نِعْمَ مَا رَأَيْتَ» رواته ثقات لكن رواية علقمة بن قيس عن ابن مسعود موصولة وعن عمر مرسلة.
قال ابن حزم في المحلى (١٠/ ١١٧) صح عن عمر بن الخطاب، وابن مسعود فيمن جعل أمر امرأته بيدها فطلقت نفسها ثلاثًا، أو طلقته ثلاثًا: أنَّها طلقة واحدة رجعية. وقال ابن القيم في زاد المعاد (٥/ ٢٩٣) صح عن عمر وابن مسعود، وزيد بن ثابت ، في رجل جعل أمر امرأته بيدها، فطلقت نفسها ثلاثًا، أنَّها طلقة واحدة رجعية.

<<  <   >  >>