للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (٦٥) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ﴾ [التوبة: ٦٥ - ٦٦].

الدليل الثالث: عن عبد الله بن عمر قال: قال رجل في غزوة تبوك في مجلس يومًا: ما رأيت مثل قرائنا هؤلاء لا أرغب بطونًا، ولا أكذب ألسنة، ولا أجبن عند اللقاء، فقال رجل في المجلس: كذبت ولكنك منافق لأخبرن رسول الله فبلغ ذلك النبي ونزل القرآن قال عبد الله : فأنا رأيته متعلقًا بحقب ناقة رسول الله تنكبه الحجارة وهو يقول: يا رسول الله: إنَّما كنا نخوض ونلعب وَرَسُولُ اللَّهِ يَقُولُ: «أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ» (١).

وجه الاستدلال: في الآية والحديث استهزأ المنافقون وادعوا أنَّهم لا يعتقدون ذلك وإنَّما كانوا يمزحون ليقطعوا عناء الطريق ولم يعذرهم الله وحكم بكفرهم بسبب


(١) رواه:
١: ابن أبي حاتم في تفسيره (١٠٠٤٧) حدثنا يونس بن عبد الأعلى أنبأ عبد الله بن وهب ثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عبد الله بن عمر قال: فذكره إسناده حسن.
ورواه ابن جرير الطبري بإسناده (١٠/ ١١٩) عن هشام بن سعد به.
أبو عباد هشام بن سعد المدني قال أبو حاتم عن أحمد لم يكن هشام بالحافظ وقال ابن معين ضعيف وقال العجلي جائز الحديث حسن الحديث وقال أبو زرعة محله الصدق وقال أبو حاتم يكتب حديثه ولا يحتج به وقال الآجري عن أبي داود هشام بن سعد أثبت الناس في زيد بن أسلم وقال النسائي ضعيف وقال مرة ليس بالقوي وقال الساجي صدوق وذكره ابن عبد البر في باب من نسب إلى الضعف ممن يكتب حديثه وقال الحافظ ابن حجر صدوق له أوهام وأخرج له مسلم في الشواهد فحديثه حسن إن شاء الله. وبقية رواته ثقات.
٢: رواه ابن حبان في المجروحين (١/ ١٢٩)، والعقيلي في الضعفاء الكبير (١/ ٩٣) بإسناديهما عن إسماعيل بن داود بن مِخْرَاق قال: حدثنا مالك بن أنس، عن نافع، عن ابن عمر فذكره وإسناده ضعيف.
قال ابن حبان في المجروحين: إسماعيل بن داود بن مِخْرَاق وهو الذي يقال له سليمان بن داود بن مِخْرَاق يروي عن مالك بن أنس وأهل المدينة يسرق الحديث ويسويه. وقال العقيلي ليس له أصل من حديث مالك. فالحديث ضعفه شديد.
الحقب: الحزام الذي يلي حقو البعير. وقيل: هو حبل يشد به الرحل في بطن البعير. انظر: لسان العرب (١/ ٣٢٤).

<<  <   >  >>